للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَاسِم يَحْيَى بن أَسْعَد بن يَحْيَى بن مُحَمَّد بن بَوْش الأَزَجِيّ، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمَعُ، قال: أخْبَرَنا أبو العِزّ أحْمَد في عُبَيْدِ الله بن مُحَمَّد بن كَادِش العُكْبَرِيّ، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمَعُ، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُحَمَّد الجَازِرِيّ قراءةً، قال: أخْبَرَنا القَاضِي أبو الفَرَجِ المُعَافَى بني زَكَرِيَّاء بن يَحْيَى النَّهْرَوَانيّ الجَرِيْرِيّ (١)، قِراءَةً عليه وأنا أسْمَعُ، قال: حَدَّثَتَا أحْمَد بن عَبْد الله بن نَصْر بن بُجَيْر القَاضِي، قال: حَدَّثَنَا سُليْمان بن سَيْف، قال: حَدَّثَنا حَبَّان (a) أبو عَبْد الله جَارُ أبى عَاصِم، قال: حَدَّثَنَا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب، قال: حَدَّثَني فَرْوَة بن سَعيد بن عُفَيْف بن مَعْدِي كَرْب، عن أَبِيهِ، عن جدِّه (٢)، قال: بينا نحنُ عند رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ أقْبَل وَفْدٌ من اليَمَن، فقالُوا: يا رسُولَ الله، لقد أحْيَانا الله ببَيْتَيْن من شِعْر امْرِئ القَيْس، قال: وكيف ذاك؟ قالوا: أقْبَلْنا نُرِيدُكَ حتَّى إذا كُنَّا ببعضِ الطَّريق أخْطَأنا الطَّريقَ، فمَكثنا ثلاثًا لا نَقْدِرُ عليه، فتفَرَّقْنا إلى أُصُول طَلْحٍ وسَمُرٍ ليَمُوتَ كُلُّ رَجُلٍ منَّا في ظِلِّ شَجَرَة، فبينا نحنُ بآخر رَمَق، إذا رَاكِبٌ يُوْضِعُ على بَعِيْر، مُعْتَمٌ، فلمَّا رآهُ بعضُنا قال والرَّاكِبُ يَسْمَعُ (٣): [من الطويل]

لمَّا رَأتْ أنَّ الشَّريْعَةَ هَمُّها … وأنَّ البَيَاضَ من فَرَائِصِهَا دَامِي

تَيَمَّمَتِ العَيْنَ الّتي عندَ ضَارِجٍ … يَفِيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِي

فقال الرَّاكِب: مَنْ يقُولُ هذا الشِّعْر؟ وقد رَأى ما بنا من الجَهْدِ، قال: قُلْنا: امْرُؤُ القَيْس بن حُجْر، قال: ما كَذَب، وإنَّ هذا لضَارِجٌ، أو: ضَارِجٌ عندَكُم، فنظَرْنا فإذا بَيْنَنا وبين الماءِ نحوٌ من خَمْسِين ذِرَاعًا، فَحَبَوْنا إليه على الرّكَبِ، فإذا


(a) الجريري: حيَّان.

<<  <  ج: ص:  >  >>