للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَومَ عَقَرْتُ للعَذَارَى مَطِيَّتي … فَيا عَجَبًا مِن رَحْلها (a) المُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ العَذارَى يَرتَمينَ بِلَحمِها … وشَحمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقسِ المُفَتَّلِ

ويَومَ دَخَلتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيزَةٍ … فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلي

تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيْطُ بنِا مَعًا … عَقَرْتَ بَعيري يا امرَأَ القَيسِ فَانزُلِ

فَقُلتُ لَها سِيْري وَأَرخي زِمامَهُ … ولا تُبْعِديني من جَناكِ المُعَلَّلِ

فَمِثلُكِ حُبْلَى قَد طَرَقتُ ومُرْضعٍ … فَأَلهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ

إِذ اما بَكي مِن خَلفِها انْصَرَفَت له … بِشِقٍ وتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ (b)

ويَومًا عَلى ظَهْرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَتْ … عَلَيَّ وآلت حَلْفَةً لَم تُحلَّلِ

أَفاطِمَ مَهْلًا بَعضَ هذا التَّدَلُّلِ … وإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ هَجْرِي (c) فَأَجمِلي

وإنْ تَكُ قَد سَاءَتكِ مِنّي خليقَةٌ … فَسُلّي ثيِابي من ثيِابِكِ تَنسُلِ

أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي … وأنَّكِ مَهما تَأمَري القَلْبَ يَفعَلِ

وما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي … بِسَهمَيكِ في أَعْشَارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ

وذَكَرَ تَمام القَصِيدَة.

نَقَلْتُ من خَطِّ أبي الحَسَن يَحْيَى بن عِليّ بن عَبْدِ اللَّطِيْف، وكان عَالمًا بالتَّاريخ قال (١): لمَّا افْتَرَقَ أهْلُ اليَمَنَ، ومَلَكَ كُلَّ قَوْم رئيْسُهم من قَبَائِل اليَمَن، وصَارت كِنْدَةُ إلى أرْض مَعْدٍ فجاوَرتهم، ثمّ مُلِّكُوا رَجُلًا منهم كان أوَّل مُلُوكهم يقال له: مُرَتِّع بن مُعاوِيَة بن ثَوْر فَمَلَك عشرين سَنَةً، ثمّ مَلَك ابنُه ثَوْر بن مُرَتِّع، فلم يُقِم إلَّا يَسِيْرًا حتَّى ماتَ، فَمَلَكَ بعدهُ مُعاوِيَةُ بن ثَوْر، ثمّ مَلَك الحَارِث بن مُعاوِيَة أرْبَعيْن سَنَةً، ثِمّ مَلَك وَهْبُ بن الحَارِث عشرين سَنةً، ثمّ مَلَكَ مُعاوِيَة بن الحَارِث أحد وأرْبَعين سنةً، ثم مَلَكَ عَمْرُو بن مُعاوِيَة اثنتَيْن وعشرين سَنَة، ثمّ ملكَ حُجْر بن عَمْرو آكِل المُرَار ثلاثةً


(a) ديوانه: كُورها.
(b) سقط هذا البيت من ب.
(c) ديوانه: صرمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>