للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتوه فأخْبَرُوه، فأمر بالقَصَب فشُقِّق، ثمّ شُدَّ عليه، وصُبَّ عليه الخَلُّ والمْلِحُ، وجَعَل يسْتَلّ (a) قَصَبةً قَصَبَةً، فلم يقُل حسًّا ولا بسًّا، فأتَوه فأخْبَرُوه، فقال: أخرجُوه إلى السُّوق فاضربُوا عُنُقه، قال جَعْفَر: فأنا رأيْتُه حين أُخْرِج، فأتاهُ صَاحِبٌ له فقال: لك حَاجَةٌ؟ قال: شَرْبة من ماءٍ، فأتاهُ بماءٍ فشَربَ ثمّ ضُرِبَت عُنُقُه، وكان ابن ثَماني عَشْرة سَنَة.

أنْبَأنَا الكِنْدِيّ، [قال] (b): أنْبَأنَا أبو عَبْد الله بن البَنَّاء، عن أبي الحُسَين بن الآبِنُوسِيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن عُبَيْد، عن مُحَمَّد بن مُحمّد بن مَخْلَد، قال: أخْبَرَنا عليّ بن مُحَمَّد بن خَزَفَة، قالا: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن الحُسَين، قال: أخْبَرَنا ابن أبي خَيْثَمَة، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الوَهَّاب بن نَجْدَة، قال: حَدَّثَنَا عَتَّاب بن بَشِير، عن سَالِم الأفْطَس، قال: أُتَيِ الحَجَّاجُ بسَعيد بن جُبَيْر وقد وضَع رِجْله في الرِّكَاب، فقال: لا أسْتَوي على دَابَّتي حتَّى تُبَوَّأ مَقْعدك (c) من النَّار، فأمر بهِ فضُرِبَتْ عُنُقُه، قال: فما بَرِحَ حتَّى خُولِطَ، قال: قُيُودنا قُيُودنا (d). فأمرَ برجلَيْهِ فقُطعَتا ثمّ انتُزعَت القُيُود منه. قال عَتَّاب: وقال عليّ بن بَذِيْمَة: خَتَم الدُّنْيا بقَتْلِ سَعيد بن جُبَيْر، وافْتَتَح الآخرة بقَتْل مَاهَان. وأخْبَرَني غير عليّ: أنَّ الحَجَّاجَ كان يفزع بسَعِيدٍ.

قال: وحَدَّثَنَا ابن أبي خَيْثَمَة، قال: حَدَّثَنَا أبو ظَفَر (e)، قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سُلَيمان، عن بِسْطَام بن مُسْلِم، عن قَتَادَة، قال: قيل لسَعِيد بن جُبَيْر: خرجْتَ على الحَجَّاج؟ قال: إيْ واللهِ، ما خرجْتُ عليهِ حتَّى كَفَر.


(a) عند الدينوري: يسل.
(b) ساقطة من الأصل.
(c) في الأصل مقعدًا، والمثبت من تاريخ الطبري ٦: ٤٩٠، (وفيه عدد من الروايات المتصلة بخبر مقتل ابن جبير ٦: ٤٨٧ - ٤٩١)، وتاريخ ابن عساكر ١٢: ١٨٣.
(d) جاء بعده عند الطبري: "فظنوا أنه قال: القيود التي على سعيد بن جبير".
(e) في الأصل: ابن ظفر، وهي كنية عبد السلام بن مطهر. وانظر: تاريخ ابن عساكر ١٢: ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>