للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألْقاهُ بعَمَلى وتَلْقاهُ بدَمِي. قال: إذًا أُعجِّلُك إلى النَّار، قال: لو علمتُ أنَّ ذاكَ إليك أحْسَنْتُ عبادتَكَ، واتَّقيْتُ عَذَابَكَ، ولم أبِغِ خِلَافَك ومُنَاقضَتَك قال: إنِّي قاتلُكَ؟ قال: إذًا أُخاصمُكَ لأنَّ الحُكْم يَوْمئذٍ إلى غَيْرك، قال: نقمَعُكَ عن الكَلَام السَّيِّئ، يا حرَسِيّ، اضْرب عُنُقَهُ، وأوْمَأ إلى السَّيَّاف ألَّا يِقْتُلَه، فجَعل يأتيهِ من بينَ يَدَيْهِ ومن خَلْفه، ويُرَوِّعُهُ بالسَّيْف، فلمَّا طال ذلك عليه رَشَحَ جَبِيْنُه، قال: جَزِعتَ من المَوْت يا عَدُوَّ الله؟ قال: لا يا فَاسِقُ، ولكن أبْطأتَ عليَّ بما لي فيه رَاحةٌ. قال: يا حرَسِىّ، أعْظِم جُرحَهُ. فلمَّا أحَسَّ بالسَّيْفِ قال: لا إلَهَ إلَّا الله، والله لقد أتَمَّها ورَأسُهُ في الأرْض.

أخْبَرَنا أبو بَكْر السَّلَمَانِيّ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أبي مُحَمَّد (١)، ح.

وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحْمَد القُرْطُبِيّ، قال: أنْبَأنَا عَبْد الله بن عبد الرَّحْمن، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن إبْراهيم، قال: أخْبَرَنا رَشَاء بنُ نَظيف، قال: أخْبَرَنا الحَسَن بن إسْماعِيْل، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بنُ مرْوان (٢)، قال: وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مَوسَى، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَارِث، عن المَدَائِنِيّ، قال: أُتِيَ الحَجَّاجُ برَجُلٍ من الخَوَارِج وهو في خَضْراءَ وَاسِط، فلمَّا مَثُل بينَ يَدَيْهِ ونَظَرَإلى بُنْيانِهِ (a)، قال: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (٣). قال بعضُى جُلَسَائهِ: اقْتلُوه قَتَلَهُ الله، فقال الخَارِجيُّ: جُلَسَاءُ أخيكَ كانُوا خَيْرًا من جُلَسَائك! قال الحَجَّاجُ: أيّ إخْوَتي تَعْني؟ قال: فِرْعَون مُوسَى حين قالوا لمُوسَى: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} (٤)، وقالوا (b) هؤلاء لك: اقْتُله، فأمرَ بقَتْله فقُتِلَ.


(a) الدينوري: بنائه.
(b) كذا في الأصل كما عند الدينوري وابن عساكر "وقالوا"، بواو الجمع، على لغة: أكلوني البراغيث.

<<  <  ج: ص:  >  >>