للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل له: يا أَمِير المؤِمنِيْن، ما فَتَى ثَقِيف؟ قال: ليُقَالَنَّ له يَوْمِ القِيامَة: اكْفنا زَاوِيَةً من زوايا جَهَنَّم، رجُل يملِكُ عشْرين أو بضع وعشرين سنَةً، لا يَدَعُ لله تعالَى مَعْصِيَة إلَّا ارْتَكَبها حتَّى لو لم يَبْقَ إلَّا مَعْصِيَة واحدة فكانَ لينَهُ وبينها بابٌ مُغْلَق لكَسَرَهُ حتَّى يرتكبها، يقتُل بمَن أطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ.

قال (١): وأخْبَرَنا أبو صَالِح بن أبي طَاهِر العَنْبَرِيّ، قال: أخْبَرَنا جَدِّي يَحْيَى بن مَنْصُور القَاضِي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن النَّضْر (a) الجَارُودِيّ، قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن إبْراهيم الدَّوْرقيّ، قال: حَدَّثَنَا مُعْتَمِر بن سُلَيمان، عن أَبيِهِ، عن أَيُّوبَ، عن مَالِك بن أَوْس بن الحَدَثَانِ، عن عليّ أنَّهُ قال: الشَّابُّ الذَّيَّال أميْر المِصْرَيْن يلبَسُ فَرْوتها، ويَأكُل خُضْرَتها، وَيقتُل أشْرَافَ أهْلِها، يَشْتَدُّ منه الفَرَقُ، ويَكثُر منه الأَرَق، فيُسلِّطهُ الله على شِيْعَته.

قال (٢): وأخْبَرَنا مُحَمَّد بن عَبْد الله الحافِظ، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ (b) الصَّنْعانِيّ بمَكَّة، قال: حَدَّثَنا إسْحَاق بن إبْراهيم بن عَبَّاد، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاق، قال: أخْبَرَنا جَعْفَرُ بن سُلَيمان، عن مَالِك بن دِيْنارٍ، عن الحَسَن، قال: قال عليّ لأهل الكُوفَة: اللَّهُمَّ كما ائتَمنْتُهم فخانُوني، ونصَحْت لهم فغَشُّوني، فسَلِّط عليهم فَتَى ثَقِيف الذَّيَّال الميَّال؛ يَأكُل خُضْرَتها، ويلبَسُ فَرْوَتها، ويَحُكُم فيها بحُكْم الجَاهِلِيَّةِ. قال: يقول الحَسَنُ: وما خُلِقَ الحَجَّاج يَوْمئذٍ.


(a) ابن عساكر: نصر. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال للمزي ٢٦: ٥٥٣.
(b) تاريخ ابن عساكر: مُحَمَّد بن
عبد، وهو خطأ، ومحمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني من شيوخ أبي عبد الله الحاكم الذين أكثر الرواية عنهم في مستدركه وغيره، وهو شيخه في هذا الإسناد، وهذا الخبر قد رواه البيهقي في دلائل النبوة ٦: ٤٨٨ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>