النَّاصِر صَلَاِح الدِّين يُوسُف بن مُحمَّد بن غازي، وأقامَ فيها نحو ستّةَ أشهُرٍ (١)، وعادَ في أوَائِل سَنة ٦٣٨ هـ. وهو يَذكُرُ (الجزء الثاني) أنَّه كان في سَنَة ٦٣٧ هـ رَسُولًا بمِصْر، فمرَّ في طَرِيقِه على بَيْتِ المقدِس، وزارَ مِحْرابَ دَاوُد، ووَصفهُ (الجزء السَّابِع):
"زُرْتُ بُرْجَ المِحْرَابِ الّذي من بناء دَاوُد، وكان بُرْجًا عَظيْمًا بحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ هَائِلَةٍ، وكان ثلاثَ طَبَقَاتٍ، والمحرَابُ في الطَّبَقَةِ الوُسْطَى، وكان شَاهِقًا، وكان عَاليًا على المَسْجِدِ وعلى جميع أبْنيةِ البيتِ المُقَدَّس، وهَدَمَهُ المَلِكُ النَّاصِر دَاوُد ابن المَلِك المُعَظَّم في سَنَةِ سَبْعٍ وثَلاثين وسِتِّمائة، وحَفَرْتُ في البيت المُقَدَّس وَقْتَ هَدْمِه، وكُنْتُ مُتَوَجِّهًا إلى الدِّيَارِ المِصْريَّة في رِسَالَةٍ".
وزارَ ببَيْتِ المَقْدِسِ أيضًا قبَرَ شَيخِه أبي عليّ الحَسَن بن أحْمَد بن يُوسُف الأَوَقِيّ الصُّوْفيّ، قال (الجزء الخامس):
"وزرْتُ قَبْرَهُ بمقبَرَةٍ دُفِنَ فيها الشَّيْخُ رَبيعُ بن مَحْمُود المَارِدِيْنِيّ وغيرُه من الصَّالِحين حين تَوَجَّهْتُ إلى الدِّيَارِ المِصْرِيَّة رَسُولًا في سَنَة سَبع وثَلاثين وستِّمائة".
وقال في تَرْجَمَةِ القاضي أحمد بن الخلِيل بن سَعادَة بن جَعْفَر بن عِيسَى الشَّافِعيّ، أبي العبَّاس الخُوَيّيّ (الجزء الثاني):
"ومَرضَ مَرْضةً بُحمَّى السِّلّ، وتُوفِّي بدِمَشق في سَنَةِ سَبْعٍ وثَلاثين وستِّمائة، وكنتُ إذ ذاك رَسُولًا بمِصْر، فبلَغَتني وفاتُه وأنا بها".
وقال في تَرْجَمَةِ المَلِكِ الصَّالح إسْمَاعِيْل بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شَاذِي، أبي الفِدَاءِ عِمَاد الدِّين ابن المَلِك العادِل (الجزء الرَّابع):
(١) ذكر ابن العديم في تذكرته ٣٦١ إقامته بالقاهرة في شعبان سنة ٦٣٧ هـ، وانظر: ابن الشعار: قلائد الجمان ٧: ٢٦٧، وابن واصل: مفرج الكروب ٥: ٢٥٣.