للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُفْيان بحُجْر بن عَدِيّ الأدْبَر وأصْحَابه، اسْتَشَار النَّاسَ في قَتْلهم، فمنهم المُشِيْرُ، ومنهم السَّاكِتُ، ثمَّ دَخَل مَنْزِلَهُ، فلمَّا صَلَّى الظُّهْر قام في النَّاسِ، فَحمِدَ الله وأثْنَى عليه، ثمّ قال: أينَ عَمْرو بن الأَسْوَد؟ فقام عَمْرو بن الأَسْوَد، فَحمِدَ اللَّه وأثْنَى عليه وقال: ألَا إنَّا بحِصْن من الله حَصِيْن لم نَملّهُ، ولم نُؤمرْ بتَرْكه؛ فذَكَر الحَدِيْثَ.

قال ابنُ عَيَّاشٍ: فقُلْتُ لشُرَحْبيل بن مُسْلِم: كيفَ صَنَعَ بهم؟ قال: قَتَل بَعْضًا، وخَلَّى سَبِيْلَ بعض، فقُلْتُ لشُرَحْبيلَ بن مُسْلِم: ما كان شَأنهم؟ قال: وجَدُوا كِتَابًا لهم إلى أبي بِلَالٍ، وأنَّ مُحَمَّدًا وأصْحَابَهُ قاتَلُوا على التَّنْزِيْل، فقاتِلُوا أنتُم على التَّأويْل.

أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمن بن أبي مَنْصُور في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن الحَسَن (١)، قال: أنْبَأنَا أبو الغَنائِم مُحَمَّد بن عليّ بن مَيْمُون، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عليّ بن الحَسَن (a) أبو عَبْد الله الحُسَيْنيّ المَعْرُوفُ بابنِ عبد الرَّحْمن، قال: حَدَّثَنَا أبو القَاسِم عليّ بن مُحَمَّد بن الفَضْل الدِّهْقَان، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عليّ بن السَّمِين، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن زَيْد الرَّطَّاب، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن مُحَمَّد الثَّقَفِيّ، قال: أخْبَرَني المَسْعُودِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُعاوِيَةُ بن هِشَامٍ، عن عَطَاء بن مُسْلِم، عن عَمْرو بن قَيْس، قال: والله لحَدَّثنِيهِ بعضُ أصْحَابنا أنَّ حُجْرِ بن عَدِيٍّ كان عند زِيَادٍ وهو يَوْمئذٍ على الكُوفَة، إذ جاءَه قَوْمٌ قد قُتِلَ منهم رَجُل، فجاءَ أوْلِيَاءُ القَتِيْل وأوْلِيَاءُ المَقْتُول، فقالُوا: هذا قَتَلَ صَاحِبَنا، فقال أوْلِيَاءُ القَاتِل: صَدَقُوا، ولكن هذا نَبَطِيٌّ وصَاحِبُنا عَربيٌّ، ولا يُقْتَلُ عَرَبيٌّ بنَبَطِيّ، فقال زيادٌ: صَدَقْتمُ ولكن أعْطُوهُم الدِّيَة، فقالوا: لا حَاجَةَ لنا في الدِّيَة، إنَّما كُنَّا نَرَى أنَّ النَّاس فيهِ سَوَاءٌ، فقام حُجْر بن


(a) ابن عساكر: الحسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>