للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَدِيّ، فقال: تَعْطِيل كتاب الله وخِلَاف سُنَّة نَبيّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا حَيٌّ! لتَقْتُلنَّهُ أو لأضْربنَّ بسَيْفي حتَّى أَمُوت والإسْلَام عَزِيز. قال: فواللهِ ما بَرح حتَّى وضَع السِّكِّين على حَلْقه. وكان يُقَال: أوَّل ذُلٍّ دَخَل على الكُوفَة قَتْلُ حُجْر بن عَدِىِّ. قال: اسْم المَسْعُودِيّ هذا يُوسُف بن كُلَيْب.

أنْبَأنَا أبو نَصْر، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم (١)، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله البَلْخِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن العَلَّاف، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن الحَمَّامِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو صالح الأَخْبَارِيّ، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الله بن أحْمَد، قال: حَدَّثَنا أحْمَد بنُ إبْراهيم، قال: حَدَّثَنَا حَجَّاج، قال: حَدَّثَنَا أبو مَعْشَر، قال: فرَكِبَ إليهم مُعاوِيَة حتَّى أتاهم بمَرْج العَذْرَاء، فلمَّا أتاهم سَلَّم عليهم وسَألهم: مَنْ أنْتَ، مَنْ أنتَ (a)؟ حتَّى انْتَهى إلى حُجْر فقال: مَنْ أنتَ؟ قال: حُجْر بن عَدِيّ، قال: كم مَرَّ بكَ من السِّنِيْن؟ قال: كَذَا وكذا، قال: كيف أنْتَ والنِّسَاء اليَوْم؟ فأخْبَرهُ، قال: كيف أنت والطَّعَام اليَوم؟ فأخْبَره (b)، ثمّ انْصَرف وأرْسَل إليهم رَجُلًا أعْوَر معه عشرُون كَفَنًا، فلمَّا رآه حُجْرٌ تَفاءَل، وقال: يَقْتُل نِصْفكمِ ويَتْركُ نِصْفكم، قال: فجَعَل الرَّسُول يَعْرِضُ عليهم التَّوْبَة والبَرَاءة من عليّ، فأبَى عَشرةٌ وتَبَرَّأ عَشرة، فقَتَلَ الّذين أَبَوْا وتَرك الّذين تَبَرَّؤُوا، وحَفَر لهم قُبُورًا (c)، فجعَل يقتُلهُم ويَدْفنهم، فلمَّا انْتَهى إلى حُجْر، جَعَل حُجْر يرعَدُ، فقال له الّذي أرادَ قَتْلَهُ: ما لكَ ترعَدُ؟ قال: قَبْرٌ مَحْفُور، وكَفَنٌ مَنْشُور، وسَيْفٌ مَشْهُور، قال: تَبَرَّأ من عليّ؟ قال: لا أتَبرَّأ منه، فضَرَبَ عُنُقَهُ ودَفَنَهُ.

فلمَّا كان بعد ذلكَ، دَخَل عليهِ عبدُ الرَّحْمن بن الحَارِث بن هِشَام فقال: أقَتَلْتَ حُجْر بن الأدْبَر؟ قال: أَقْتُل حُجْر بن الأدْبَر أَحَبُّ إليَّ من أنْ أقتُلَ معه مائة


(a) في تاريخ ابن عساكر مكررة ثلاث مرات.
(b) قوله: "كيف أنت والطعام اليوم، فأخبره" لم يرد في نشرة تاريخ ابن عساكر.
(c) ابن عساكر: قبورهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>