للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف. قال: أفلا سَجَنْتَهُ فتَكْفِيْكَهُ طَوَاعِيْن الشَّام؟ قال: غاب عنِّي مثْلُك من (a) قَوْمي يُشِيْرُ عليَّ مثْلَ هذه المَشُورَة.

فلمَّا حَجَّ مُعاوِيَةُ دَخَلَ على عائِشَةَ، فقالت له: يا مُعاوِيَة، قَتَلْتَ حُجْر بن أدْبَر؟ قال: أقْتُل حُجْرًا أحَبُّ إليَّ من أنْ أَقْتُلَ معه مائة ألف.

قال (١): وحَدَّثَنا عَبْد الله، قال: حَدَّثَنَا أبي، [قال: حدَّثنا مُسْلم] (b)، قال: حَدَّثَنَا أبو المُغِيرَة الخَوْلانِيّ عبد القُدُّوس بن الحَجَّاج، عن ابن عَيَّاشٍ -يعني إسْمَاعِيْل- قال: حَدَّثَني شُرَحْبِيل بن مُسْلِم، قال: حَدَّثَني أبو شُرَحْبِيلَ؛ شَيْخٌ ثِقَةٌ من ثِقَاتِ أهْلِ الشَّام، قال: لمَّا بُعِثَ بحُجْر بن عَدِيّ بن الأدْبَرِ وأصْحَابه من العِرَاق إلى مُعاوِيَةَ بن أبي سُفْيان، اسْتَشَارَ النَّاس في قَتْلِهِم، فمنهُمُ المُشِيْرُ ومنهُم السَّاكِتُ، فدَخَل مُعاوِيَةُ إلى مَنْزِلهِ، فلمَّا صَلَّى الظُّهْرَ، قامَ في النَّاسِ، فَحمِدَ الله وأثْنَى عليه، ثمّ جَلَسَ على المِنْبَر، فقام المُنَادِي فنَادَى: أينَ عَمْرُو بن الأَسْوَد العَنْسِيّ؟ فقام فَحمِدَ الله وأثْنَى عليه، ثمّ قال: إنَّا بحِصْنٍ من الله حَصِيْن لم نُؤمَر بتَرْكهِ، قَوْلك يا أَمِيرَ المُؤْمنِيْن في أهْلِ العِرَاق، ألَا وأنْتَ الرَّاعِي ونحنُ الرَّعِيَّة، ألَا وأنتَ أعْلَمُنا بدَائهم (c) وأقْدَرُنا على دَوَائهم، وإنَّما علينا أنْ نقُول: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (٢). قال مُعاوِيَةُ: أمَّا عَمْرو بن الأَسْوَد فقد تبرَّأ إلينا من دِمَائهم، ورَمَى بها ما بين عَيْنَي مُعاوِيَة.

ثمّ قامَ المنُادِي فنَادَى: أينَ أبو مُسْلم الخَوْلانِيّ؟ فقام فَحمِدَ الله وأثْنَى عليه، ثمّ قال: أمَّا بَعْدُ؛ فلا والله ما أبْغَضْنَاكَ منذ أحْبَبْناك، ولا عصيْنَاكَ منذُ أطَعْناكَ، ولا فارَقْناك منذُ جَامَعْنَاكَ، ولا نَكَثْنَا بَيْعَتَكَ منذُ بايَعْناكَ، سُيُوفنا على عَوَاتقِنا،


(a) تاريخ ابن عساكر: في.
(b) إضافة من ابن عساكر.
(c) ابن عساكر: برأيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>