للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا بل من العَرَب، قال: قُلتُ: ولا يكُون ذلك أبدًا؟ قال: بلى، ثمّ قال: كيفَ بكم إذا قاتَلتُم أهْلَ العَاقُول؟ قال: قلتُ: أمِنَ المُسْلمِيْن أم من المُشْرِكين؟ قال: لا بل من المُسْلمِيْن، قُلتُ: أمن العَرَب أم من العَجَم؟ قال: من العَرَب، قُلتُ: لا يكون ذلك أبدًا، قال: بلى، ثمّ عَسَى ألَّا ينْفَكَّ حتِّى تَعْوَرَّ فيها عَيْنُكَ ويهْدَمَ فيها فُوْكَ! فلمَّا كان بصِفِّيْن أُصِيْبَت عَيْنُهُ وهُدِمَ فُوه؛ حَضرَ ورُميَ بجُلمُودَةٍ فذهَبَ فُوْه.

أنبَأنَا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَة اللّه، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم الحافِظ (١)، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد بن الأكْفانِيّ بقِرَاءَتي عليه، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيْز الكَتَّانِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد بن أبي نَصْر، قال: أخَبرَنا أبو القَاسم بن أبي العَقَب، قال: أخبَرَنا أحْمَد بن إبْراهيم القُرَشِيّ، قال: حَدَّثَنا مُحَمَّد بن عَائِذ (a)، قال: أخْبَرَنِي الوَلِيد، عن صَخر بن جَنْدَلَة (b) أنَّهُ حَدَّثه عن يُونسُ بن مَيْسَرَة بن حَلْبَس، عن أبي فَوْزَة (c) حُدَيْر السُّلمِيّ، قال: خرَجَ بَعْثُ الصَّائِفَة، فاكْتُتِب فيه كَعْبُ، فلمَّا أنفر (d) البَعْث، خرِجَ كَعْبُ وهو مَريضُ، وقال: لأَنْ أَمُوت بحَرَسْتَا أحَبّ إليَّ من أنْ أموتَ بدِمشق، ولأنْ أمُوتَ بدُوْمَة أحبّ إليَّ من أنْ أمُوتَ بحَرَسْتَا، هكذا قدمًا في سَبِيْل اللّه.

قال: فَمضَى، فلمَّا كان بفَجّ مَعْلُولَا قُلتُ: أخْبرني، قال: شَغَلَتني نَفسِي، قُلتُ: أخْبرني، قال: سيُقْتَل رَجُل يضيءُ دَمهُ لأهْل السَّماء، ومَضَينا حتَّى إذا كُنَّا بحِمْصَ تُوفِّيَ بها، فدَفَناهُ هُنالك بين زَيتُونات بأرْض حِمْص، ومَضى البَعْث فلم يَقفُل حتَّى قُتِلَ عُثْمان.


(b) في الأصل: عايد.
(b) في الأصل - حيثما ورد - بالحاء المهملة جندلة.
(c) في الأصل: فورة، والمثبت هو الصواب، انظر: الإصابة ٢: ٤٣.
(d) كذا في الأصل، ولعل الصواب: أُنفِذَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>