للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- يعني ابن مُزَاحِم - قال (١): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عُبَيْد اللهِ، عن شَيْخ له (a)، قال: كان فارسُ مُعاوِيَة الّذي يُعِدّه للمُبَارَزَة مَوْلَىً له يقال له حُرَيْثٌ، وكان يلْبَسُ سِلاحَ مُعاوِيَة مُتَشَبِّهًا به، فإذا قاتل قال النَّاس: ذاك مُعاوِيَة. وإنَّ مُعاوِيَةَ قال له: يا حُرَيْث، اتَّق عليًّا، ثمّ ضَعْ رُمْحك حيثُ شِئْتَ! فقال له عَمْرُو بن العاص: إنَّك واللهِ يا حُرَيْث لو كُنْتَ قُرَشِيًّا لأَحَبَّ مُعاوِيَةُ أنْ تَقْتُل عليًّا، ولكن كَرِهَ أنْ يكُون لكَ حَظُّها، فإنْ رأيْتَ منه فُرْصَةً فاقْتَحم (b) عليه. فلمَّا خرَجَ النَّاسُ إلى القِتَال وتَصَافُّوا، خرَج عليٌّ أمامَ أصْحَابهِ (c).

قال يَحْيَى (٢): فحَدَّثَني عَمْرو بن عَبْد المَلِك بن سَلعْ الهَمْدانِيّ قال: حَدَّثَني أبي، قال: خَرَجَ حُرَيْث مَوْلَى مُعاوِيَة يَوْم صِفِّيْن، فدعا عليًّا إلى المُبَارَزَة، فقال: هَلمّ يا أبا الحَسَن إلى المُبَارَزَة، فخَرَجَ إليه عليّ وهو يَقُول: [من الرجز]

أنا عليٌّ وابنُ عَبْد المُطَّلِبْ … أنا وبَيْت الله (d) أَوْلَى بالكتُبْ

أهلُ اللِّواءِ والمَقَامِ والحُجُبْ … نحنُ نَصَرْنَاهُ على جُلِّ العَرَبْ

ثُمَّ حَمَلَ عليه عليّ فطَعَنَهُ فدقَّ ظَهْرَهُ.

قال (٣): وحَدَّثَنَا نَصْر، قال (٤): حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُبَيْد الله، أنَّ مُعاوِيَةَ جَزِعَ على حُرَيْثٍ جَزَعًا شَدِيْدًا وعَاتَبَ عَمْرًا فيما أشارَ عليه من لقاءِ عليّ، فأنْشَأَ يَقُول: [من الطويل]

حُرَيْثُ أَلَم تَعْلَمْ وعِلْمُك (e) ضَائِرٌ … بأنَّ عليًّا للفَوَارسِ قَاهِرُ


(a) سماه نصر: الجرجاني.
(b) وقعة صفين: فاقْحُم.
(c) عقبه في كتاب وقعة صفين لنصر: وحمل عليه حُريث.
(d) وقعة صفين: نحن لعمر الله.
(e) وقعة صفين: وجهلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>