للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنَّ عليًّا لم يُبارزْهُ فَارِسٌ … من النَّاسِ إلَّا قصَّدَتْهُ (a) الأظَافِرُ

أمَرْتُكَ أمْرًا حَازِمًا فعَصَيْتَني … فجَدُّكَ إذ لَم تَقْبل النُّصح عَاثِرُ

أنبأنَا أبو العَلاء أحْمَد بن شَاكِر بن سُلَيمان، عن أبي مُحَمَّد بن الخشَّاب، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين بن الفَرَّاء، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر البَاقِلَّانِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ بن شَاذَان، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن بن نِيْخَاب، قال: حَدَّثَنَا ابن دِيْزِيْل، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قال: حَدَّثَني نَصْرٌ (١)، قال: حَدَّثَنَا عَمْرو بن شَمِر، عن جَابِر، عن تَمِيْم بن حِذْيَم، قال: خَرَجَ حُرَيْث مَوْلَى مُعاوِيَة يَوْمئذٍ، وكان شَدِيْدًا ذا بأسٍ، فقال: أهَا هُنا عليّ؟ هل لك يا عليّ في المُبَارَزَةِ؟ أقْدم إذا شِئْت أبا حَسَن، فأقْبَل عليٌّ نحوَهُ وهو يَقُول: [من الرجز]

أنا عليٌّ وابن عَبْد المُطَّلِبْ

فذَكَر نَحْوه، يعني، نحو ما ذَكَرناهُ أوَّلًا.

وقد ذَكَرَ أبو البَخْتَرِيّ فيما نَقَلهُ عن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عن أَبِيهِ، في خَبَر صِفِّيْن زِيَادَة بَيْتَيْن في شِعْر مُعاوِيَة، وهُما بعد الأبْيَات الثَّلاثة الّتي ذكَرْناها (٢): [من الطويل]

أَدَلَّاكَ (a) عَمْرٌو والحَوَادِثُ جَمَّةٌ … غُرورًا فما (b) جَرَّت عليك الجَرَائرُ (c)

وظنَّ حُرَيْثٌ أنَّ عَمْرًا نَصِيحُهُ … وقد يُهْلِكُ الإنْسانَ مَن لا يُحَاذِرُ

قُلْتُ: وفي ذلك يقول سَعيدُ بن قَيْس الهَمْدانِيّ من أبياتٍ: [من الوافر]

أَيرْجُو أنْ يَنَال حُرَيْثُ شَرًّا … أبا حَسَنٍ وذا ما لا يَكُونُ


(a) وقعة صفين وابن أعثم: أقصدَتْهُ.
(b) وقعة صفين: ودلَّاك.
(c) وقعة صفين: وما.
(d) وقعة صفين: المقادرُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>