للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو غَالِب مُحَمَّد بن أحْمَد في طَاهِر، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن المحسِّن بن عليّ التَّنُوخِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ الحَسَنُ بن أحْمَد بن عَبْد الغَفَّار النَّحْوِيّ، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمَعُ، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن الحُسَين بن مَعْدَان، قال: حَدَّثَنَا إسْحَاق بن إبْراهيم، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزَّاق (١)، قال: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عن قَتَادَة، عن زُرَارَة بن أوْفَى: أنَّ سَعْد بن هِشَام بن عَامِر كان جارًا له، فأخْبَره أنَّهُ طلَّق امْرأتَهُ، ثمّ ارْتَحَل إلى المَدِينَة ليبيْعَ عَقَارًا له ومَالًا فيَجْعَله في الكُرَاع والسِّلاح، ثمّ يُجَاهِد الرُّوم حتَّى يَمُوتَ، فلَقِيَهُ رَهْطٌ من قَوْمهِ فنهوهُ عن ذلك، وأخْبَروه أنَّ رهْطًا من قَوْمه أرادوا ذلك على عَهْد رسُول الله صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم، وقال: أليسَ لكم فيَّ أُسْوَةٌ؟، فراجَعَ امْرأتَهُ. فلمَّا أنْ قَدِمَ علينا أخْبَرَنا أنَّهُ أتى ابن عبَّاس فسَأله عن وِتْرِ رسُولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ألَا أدُلُّكَ، ألَا أُنبئُكَ بأعْلَمِ أهْل الأرْضٍ بوِتْرِ رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قُلتُ: مَنْ؟ قال: عائِشَةُ، فذهَبْتُ إليها، ومَرَرْتُ بحَكِيم بن أفْلَح فاسْتَلحقْتُهُ إليها، فقال: ما أنا بقَارِبِها؛ إنِّي نَهَيْتُها أنْ تقُولَ بين الشِّيْعَتَين شيئًا فأبَتْ إلَّا مُضِيًّا، فأقْسَمْتُ عليه، فقامَ معي، فأتَيْناها فسلَّمْنا عليها، ودَخَلْنا، فعَرفتْ حَكِيمًا، فقالت: مَنْ هذا معَك؟ قال: سَعْدُ بنُ هِشَام، فقالت: مَنْ هِشَامٌ؟ قال: ابنُ عامر، فقالت: نِعْم المَرْء كان عَامِرًا، قُتِلَ (a) مع رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَوْم أُحُدٍ. فقُلتُ: يا أُمّ المُؤْمنِيْنَ، أنْبِئيني عن خُلُق رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: أمَا تقرأ القُرْآن؟ قُلتُ: بَلى، قالت: فإنَّ خُلُقُه كان القُرْآنَ، فهَمَمْتُ أنْ أقُومَ فبَدَا لي فسَألْتُها، فقُلتُ: أنْبِئيني عن قيامِ رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فقالت: أمَا تَقْرَأ هذه السُّورة: المُزَمِّل؟ قُلتُ: نعم، قالتْ: فإنَّ الله افْتَرضَ قيامَ اللَّيْل في أوَّلِ هذه السُّورةِ، فقامَ رسُولُ الله صَلَّى اللهُ


(a) كذا في الأصل، وفي صحيح مسلم: أصيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>