مُجَلَّدٍ، فأعْطَاه ثلاثمائة دِيْنار مَغْربيَّة وأرْبَعين حُزْمة كاغَد، وكان يَستحثّه (a) ويقُول له: النَّاس يقُولُون عنك صَحَفيٌّ لأنَّكَ عَجَزت عن العِلْم بعد مضي الكُتُب، وكان قد سَلَّم له المُجَلَّد الأوَّل من كتاب سِيْبَوَيْه لأنَّهُ كان معه، وكان لأبي الرَّيَّان نُسْخَة بخَطِّ السِّيْرَافيّ فوَهَبها له وعَادَ إلى القراءة.
قَرأتُ في تاريخِ أبي غَالِب هَمَّام بن المُهَذَّب المَعَرِّيّ، قال (١): وحَدَّثَني الشَّيْخ أبو العَلَاء، رحِمَهُ اللهُ، أنَّ أبا عليّ كان صَدِيْقًا لجذه القَاضِي أبي الحَسَن سُليْمان بن مُحَمَّد، وكان صَادقَهُ بأنْطَاكِيَة، ثمّ إنَّ أبا عليِّ مَضَى إلى العِراق، وصَار له جاة عَظِيمُ من المَلِك فنَّاخُسْرُو، وأنَّ بعضَ النَّاسِ وقَعَت له حاجةُ في العِرَاق احْتَاج فيها إلى كتابٍ من القَاضِي أبي الحَسَن سُليْمان إلى أبي عليّ الفَارسِيّ، فلمَّا وَقَف على الكتاب قال: إنِّي نَسيْتُ الشَّامَ وأهْلَهُ.
قال: وكان أهْلُ بَغْدَاد يقُولُون: في زَمانه لو عاشَ سِيْبَوَيْه لاحْتَاج إليهِ.
أنبأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيْبُ (٢)، قال: الحَسَن بن أحْمَد بن عَبْد الغَفَّار بن سُلَيمان، أبو عليّ الفَارسِيُّ النَّحْوِيُّ، سَمع عليّ بن الحُسَين بن مَعْدَان صاحب إسْحَاقَ بن رَاهَوَيْه، وكان عنده عنه جُزءٌ واحدٌ. حَدَّثَنَا عنه الأزْهَريّ، والجوهَرِيّ، وأبو الحَسَن مُحَمَّد بن عَبْد الوَاحِد، وعليّ بن مُحَمَّد بن الحَسَن المالِكيِّ، والقَاضِي أبو القَاسِم التَّنُوحيّ. ومن مُصَنَّفاته: كتابُ الإيْضَاح في النَّحو، وكتاب المقصُور والمَمْدُود، وكتاب الحُجَّة في القِرَاءات.
قَرأتُ بخَطِّ أبي طَاهِر السِّلَفِيِّ، وأنْبَأنَا به أبو القَاسِم بن الطُّفَيْل وابن رَوَاحَة وغيرهما، قال: أبو عليّ الحَسَن بن أحْمَد بن عَبْد الغَفَّار الفَارسِيّ النَّحْوِيّ، رَوَى عن