قرأ عليه الأدَب جَدُّ أبي؛ أبو غَانِم مُحَمَّد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة، والوَزِير أبو نَصْر بن النَّحَّاس، وقَرأ عليه الفِقْه والأُصُول أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد بن سَعيد الخَفَاجِيّ الحَلَبِيِّ، وإيَّاهُ عَنَى أبو مُحَمَّد بقَوْله في القَصِيدَة الّتي كَتَبَها من القُسْطَنْطِينِيَّة يعتب فيها أهْله وأصْدِقَاءَهُ (١): [من الكامل]
واقْرَ السَّلامَ على الفَقِيهِ وقُلْ له … وهو (٤) العتادُ لدَفْعِ كُلّ مُلِمَّة
ماكان ضَرَّكَ لو بَعَثْتَ تحيَّةً … وكَتَبْتَ خَمْسَة أسْطُرٍ في رُقْعَة
أَبمثل هذا يَخْصِبُ البُسْتَان أو … يَزْدَاد حُسْنُ الدَّار في السَّهْلِيَّة
السهلِيَّةُ: مَحَلَّةٌ من مَحَالِّ حَلَب، كانت دار أبي عليّ بها. والبُسْتَان: هو بُسْتَان المَيْدَان خارج باب قِنَّسْرِيْن.
وكان قد مَدَح أبو عليّ بن المُعِلّم سَدِيْد الدَّوْلَة ابن الرَّعْبَانِيّ بقَصِيدَةٍ حَسَنة أوَّلُها:[من الطويل]
دَعَاني فتلكَ الدَّار دانٍ بَعِيْدُها … أُرَاجعُ أشْوَاقي لها وأُعِيْدُها
فكان ثَوَاب أبي عليّ من سَدِيْد الدَّوْلَة أنْ تَنَجَّزَ لهُ تَوْقيعًا من صَاحِب حَلَب مُعِزّ الدَّولَة ثِمَال بن صالح صاحب صَلَب ببُسْتَان المَيْدَان هذا المَذْكُور.
وأبياتُ الخَفَاجِيّ أنْشَدَنا إيَّاها الحطِيبُ أبو عبد الرَّحْمن مُحَمَّد بن هاشِم بن أحْمَد بن هاشِم، قال: أنْشَدَني أبي هاشِمٌ، قال: أنْشَدَني أبي أحْمَدُ، قال: أنْشَدَني أبو مُحَمَّد الخَفَاجِيّ لنَفْسِه، أو قال: أنْشَدنيها أخي أبو نَصْر بن هَاشِم، قال: أنْشَدَني الخَفَاجيّ إنْ لَم أكُن سَمِعْتُها منه.