للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُحَمَّدُ بن هِلالٍ، عن أَبِيهِ، قال: قال أبو هُرَيْرَة وهو يُحَدِّثنا (١): كان رسُول اللّه صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم يَجْلِسُ مَعَنا في المَسْجِد (a) يُحَدِّثُنا، وإذا قامَ قمنَا قيامًا حتَّى نَرَيه قد دخَل بعض بُيُوت أزْوَاجِه، قال: فحَدَثَنا يَوْمًا فقُمْنا حين (b) قام، فنَظَر إلى أعْرَابيّ قد أدْرَكَهُ فَجَبَذَهُ (٢) بردَائهِ فحمَّرَ رَقَبَتهُ. قال أبو هُرَيْرَة: وكان ردَاؤه خَشِنًا، فالْتَفَتَ إلى الأعْرَابيّ فقال له الأعْرَابِيّ: احْمل لي على بَعِيْريَّ هذين، فإنَّك لا تَحْمِل من مالكَ ولا من مال أبيْكَ، فقال النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم: لا، واسْتَغْفِرُ اللّه؛ ثلاثًا، حتَّى تُقِيدَني في جَبْذَتِكَ الّتي جَبَذْتني. قال: فكُلّ ذلك يقُول له الأعْرَابِيّ: لا واللّه لا أُقيدُكَها، قال: فالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم إلينا، ونحنُ مثل الخَيْل سُرَاعًا كُلّنا نُبادِر الأعْرَابِيّ أنْ نأخُذَهُ، فقال: عَزَمْت على كُلّ رجُلٍ سَمِعَ صَوْتي وقَوْلي أنْ لا يَبْرَح مقَامَهُ حتَّى آذَنَ لهُ، فقال عُمَرُ: يا رسُول اللّه، ائذَن لي فيه، فقال: لا تَعْجَل يا أبا حَفْصٍ، ثمّ دَعَا رَجُلًا فقال: احْمِلَ له على بَعِيْرَيهِ هذَيْن؛ على بَعِيْر شَعِيْرًا وعلى بَعِيْر تَمْرًا، ثمّ الْتَفَتَ إلينا فقال: انْصَرفُوا على بَرَكَةِ اللّه عزَّ وجلَّ.

أخْبَرَنا حَسَن بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنا الحافِظ أبو طَاهِر، قال: قرأتُ على أبي عليّ الحَسَن بن حَمْزةِ بن مُحَمَّد بن عليّ الحَجاليّ بالكُوفَة سَنَة ثمانٍ وتِسْعِين وأرْبَعِمائة، عن أبي الحُسَين مُحَمَّد بن عليّ بن خُشَيْش التَّمِيْمِيّ المُقْرِئ، قال: حَدَّثَنَا أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن عليّ بن دُحَيْم الشّيْبَانِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بنُ أحْمَد بن أبي حِكْمَة التَّمَّار، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عِمْران، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن أبي سُلَيم، عن الحَسَن


(a) سنن أبي داود: بالمجلس.
(b) الأصل: حتَّى، وفوقها "صـ"، والمثبت من سنن أبي داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>