للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مُعِزّ الدَّولَة ثِمَال بن صالح بن مِرْدَاس الكِلابِيّ أمير حَلَب، قد عَصَى بحَلَب على المُسْتَنْصِر، فسَيَّرَ ناصِرَ الدَّوْلَة إلى حَلَب في سَنَة تِسْعٍ وثلاثين (١)، ومعه عَبْد العَزِيْز بن حَمْدَان، فوَصَلُوا حَلَب بعد أنْ فَتَحُوا في طَريقهم حَمَاة ومَعَرَّة النُّعْمَان، فخَرَجَ أهْل حَلَب لقِتَاله فهَزَمَهُم، واخْتَنق منهم في الباب سَبْعة عَشر ألْفَ نَفْسٍ، ونَزَل بصِلْدِي؛ قَرْيَة قريبةٍ من حَلَب على نَهْر قُوَيْق، وكان معه شُجاع الدَّوْلَة جَعْفَر بن كِلِّيْد، فجاءَهُم سَيْلٌ في اللَّيْل فأهْلَكَ العَسْكَر، وانْهَزَم ناصِرُ الدَّوْلَة من صِلْدِي إلى دِمَشْق، فقَبَض عليه بدِمَشْق الأَمِيرُ مُنِير الدَّوْلة، وسَيَّرَهُ إلى مِصْر في يَوْم الجُمُعَة مُسْتَهَلّ شَهْر رَجَب من سَنَة أرْبَعيْن وأرْبَعِمائة، ووَلِيَ بعده دِمَشْق طَارِق الصَّقْلَبِيّ.

ثُمَّ رَضِيَ عنه المُسْتَنْصِر فاسْتَوْلَى على أُمُور الدَّوْلَة بالدِّيَار المِصْرِيَّة وهَمَّ بزَوَالها، وحَصَر المُسْتَنْصِر بمُوَافَقَة جَمَاعَة من القُوَّاد، فلم يتمّ له ما أرَاد، وظُفِرَ به فقُتِلَ.

أنْبَأنَا أبو نَصْر بن الشِّيْرَازيّ، قال: أخْبَرَنا الحافِظ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن الشَّافِعيّ (٢)، قال: الحَسَن بن الحُسَين بن عَبْد اللَّه بن حَمْدَان بن حَمْدُون، أبو مُحَمَّد التَّغْلِبِيّ الأَمِير المَعْرُوف بناصِر الدَّوْلَة وسَيْفها، وَلِيَ إمْرَة دِمَشْق في أيَّام المُلَقَّب بالمُسْتَنْصِر، بعدَ أمير الجُيُوش الدِّزْبِرِيّ في جُمَادَى الآخرة سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثين وأرْبَعِمائة، فلم يَزَل وَاليًا بها إلى أنْ قُبِضَ عليه وسُيِّر إلى مِصْر مُسْتَهَلّ رَجَب سَنَة أرْبَعيْن وأرْبَعِمائة، ووَلِيَ بعدَهُ طَارِق الصَّقْلَبِيّ المُسْتَنْصِرِيّ.


= ٢: ٣٠ - ٣٢، الوافي بالوفيات ١١: ٤١٩ (أرخ وفاته سنة ٤٤٠ هـ)، النجوم الزاهرة ٥: ٩٠ - ٩١، المقريزي: المقفى الكبير ٣: ٣٥٤ - ٣٦٠، المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢: ٢٠١ - ٣١٠، بدران: تهذيب تاريخ ابن عساكر ٤: ١٧٣، محسن الأمين: أعيان الشيعة ٥: ٥٢ - ٥٣.
(١) أرخه ابن ميسر في كتابه أخبار مصر ٧ في سنة ٤٤٠ هـ.
(٢) تاريخ ابن عساكر ١٣: ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>