للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلتُ: أسْقَطَ الحافِظ ذِكْرَ جَدّه الأَمِير ناصِر الدَّوْلَة أبي مُحَمَّد الحَسَن بن عَبْد اللَّه أخي سَيْف الدَّوْلَة، وهو صاحب المَوْصِل.

أنْبَأنَا عبد الرَّحْمن بن أبي مَنْصُور الدِّمَشقيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي مُحَمَّد (١)، قال: قرأتُ بخَطِّ شَيْخنا أبي مُحَمَّد بن الأكْفانِيّ: الأَمِير المُظَفَّر ذُو المَجْدَين حَسَن بن حُسَيْن بن حَمْدَان أبو مُحَمَّد، وَصَل إلى دِمَشْق في جُمَادى الآخرة من سَنَة ثلاثٍ وثَلاثين وأرْبَعِمائة في يَوْم الأرْبَعَاء السَّادِس عَشر منه، ووَصَل معه الشَّريفُ القَاضِي نَقِيْبُ الطَّالِبيِّيْن أبو يَعْلَى حَمْزَة بن الحَسَن بن العبَّاس، وقبضَ عليه الأَمِير مُنِير الدَّوْلَة بدِمَشْق في يَوْم الجُمُعَة مُسْتَهَلّ رَجَب سَنَة أرْبَعيْن وأرْبَعِمائة.

قَرَأتُ في كتاب عُنْوَان السِّيَر، تأليف مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك الهَمَذَانيّ (٢)، قال: وماتَ أبو عَبْد اللَّه الحُسَين ابن ناصِر الدَّوْلَة أبي مُحَمَّد بن حَمْدَان بِصُوْر وهو وَاليها من قِبَل المِصْرِيِّيْن، فقَام مَقَامَهُ ابنُه أبو مُحَمَّد الحَسَن، واسْتَولَى على دِمَشْق، فنفَّذَ إليه المُسْتَنْصِر خَادِمًا له في سَنَة أرْبَعيْن وأرْبَعِمائة، فقَبَضَ عليهِ، ونفَّذَ بهِ إلى مِصْر. ثمّ رَضِيَ عنه، فاسْتَوْلَى على أُمُور الدَّوْلَةِ هُناكَ، ثُمَّ أرَادَ أنْ يُزيْل أمْرَهم، فقَتَلُوه في سَنَة ستٍّ وسِتِّين وأرْبَعِمائة.

هذا وَهْمٌ في قَتْل ناصِر الدَّوْلَة الحَسَن؛ فإنَّهُ قُتِلَ على ما يأتي ذِكْره في سَنة ستِّين، وقُتِلَ ابنُه الحُسَين في سَنَة خَمْسٍ وسِتِّين.

قَرأتُ بخَطِّ بعض الحَلَبِيِّيْنِ: كان الشَّيْخُ ناصِرُ الدَّوْلَة ابن حَمْدَان وَصَل من مِصْر في عَسَاكِر كَثيْرة، ونَزَلَ على حَلَب، وحَاصَرها أيَّامًا، ومَالِكها إذ ذاكَ مُعِزّ الدَّولَةِ ثِمَال بن صالح، فأرْسَل اللَّه تعالَى عليه سَيْلًا لَم يُسْمَع بمثْلهِ، غَرَّق أكْثَرَ المضَارب، وأَتْلَفَ الرِّجالَ، وأهْلَكَ الدَّوَابّ المَشْبُوحةَ، فانْهَزَم عن


(١) تاريخ ابن عساكر ١٣: ٧٧.
(٢) قطع تاريخية من كتاب عنوان السير ١١٥ - ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>