للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فأطْلَقَ له ذلك، وسَلَّمَهُ إليه، فقال يَشْكُرُه لمَّا تَسَلَّم ذلك (١): [من الخفيف]

أيُّها السَّيِّدُ اسْتَمِع قَوْلَ عَبْدٍ … لَمِ يَشُبْهُ بالزُّوْرِ والبُهْتَانِ

بل هُوَ الحَقُّ أشْهِدُ اللَّه والنَّا … س وآتِي عليهِ بالبُرْهَانِ

أنْتَ واللَّهِ فَهْيَ بالغَةُ الأَيـ … ـمان أهْلٌ لليُمْن والإيْمَانِ

وحَقِيْقٌ بأنْ يُبْلِغك اللَّـ … ــهُ برَغْمِ الأعْدَاءِ أقْصَى الأمَانِي

وبأنْ لا تَزَالَ ما حَنَّتِ النِّيْـ … ـبُ وغنَّى الحَمَامُ في الأغْصَانِ

عَالِيَ الجَدِّ نافِذَ الأمْر والنَّهْـ … ـي مُعانًا (a) مُؤيَّدَ السُّلْطانِ

وذَلِيْلَ الأعْدَاءِ في حَيْث ما كا … نُوا عَزِيزَ الأنْصَار والأعْوَانِ

وإذا عِشْتَ عُمْر نُوْح قَرِيرَ الـ … ـعَيْن جَمَّ السُّرُورِ أو لُقْمَانِ

صِرْتَ منْهُ إلى الجنَانِ وقُوْبِلْـ … ـتَ بِمَحْو الذُّنوبِ والغُفْرَانِ

يا أميرَ القُلُوب قادَ هَوَاها … واشْتَراها بأوفَر الأَثْمانِ

فَهْيَ تَعْنُو لَهُ وتَمْحَضُهُ النُّصْـ … ـحَ بلا رِيْبَةٍ ولا إِدْهَانِ

ذاكَ أنَّ القُلُوبَ تُمْلَكُ بالإحْـ … ـسَانِ والخَوْفُ مَالِكُ الأبْدَانِ

والمُطِيعُ الرَّاضِي بقيْمَةِ ما با … يَعَ غَيرُ المُسْتَكرَهِ الغَضْبانِ

يا فَتًى ما لَهُ إذا عُد أهْلُ الـ … ـفَضْلِ مِن مُشْبِهٍ ولا مِن مُدَانِ

في اتِّسَاعِ الأخْلَاق أو كَرَم الأعْـ … ـرَاقِ أو هَيْبَةٍ وقُوَّةِ شَانِ

أو سَمَاحٍ بالمال يُرْغَبُ والأدْ … رَاعِ والخَيْل والقُرى والقِيَانِ

كُلّ جَرْدَاءَ كالهِرَاوَة أو أجْـ … ـرَدَ كالسَّوَذْنيقِ زَاوي العِنَانِ


(a) الأصل: معافى، والمثبت من تذكرة ابن العديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>