للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنْبَأنَا أبو نَصْر مُحَمَّدُ بن هِبَة اللَّه بن الشّيْرَازيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن بن هِبَة اللَّه الحافِظ (١)، قال: ذَكَر لي -يعني الشَّاتَانِيّ- أنّ مَوْلده سَنَة عَشْرٍ وخَمْسِمائَة بقَلْعَة شَاتَان.

سَمِعْتُ شَيْخَنا أبا الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الكَريم الجَزَرِيّ (٢)، قال: أخْبَرني أبي، قال: كان العَلَم الشّاتَانِيّ يَمْدَحُ مُجَاهِدَ الدِّين قَايْمَاز، وكان مُحْسِنًا إليه، فلمَّا قُبِضَ على مُجَاهِد الدِّين هَجَاهُ الشَّاتَانِيُّ، فأُطْلِق مُجَاهِد الدِّين من الاعْتِقَال، فقَطَعَ جَارِي العَلَم الشَّاتَانِيّ الّذي كان له على جَامع المَوْصِل، فدَخَلَ عليه وأنْشَدَهُ أوَّل قَصِيدَة عَملها: [من الطويل]

كَفَاني عِقَابًا ما جَنَيْتُ على نَفْسِي

فقال له مُجَاهِد الدِّين قَايْمَاز: حَسْبُكَ لا تَزد على هذا؛ فلو أنَّك امْرُؤ القَيْس ما أتَيْتَ في الاعْتِذَار بأبْلَغَ من هذا، ثمّ عَفَا عنه، وأطْلَق جَارِيَهُ على ما كان.

أنْشَدَني أبو مُحَمَّد المُعَافَى بن إسْمَاعِيْل بن الحَدَوْس المَوْصِلِيّ، قال: أنْشَدَنا عَلَم الدِّين الحَسَن بن سَعيد الشَّاتَانِيّ لنَفْسِه: [من الخفيف]

قُلْتُ: ثَقَّلْتُ إذ أتيْتُ مِرَارًا … قال: أثْقَلْتَ كَاهِلي بالأيَادِي

قُلْتُ: طوَّلْتُ، قالَ: أَوْلَيْتَ طَوْلًا … قُلتُ: أَبْرَمْتُ، قال: حَبْلَ الوِدَادِ

وأنْشَدَني أبو مُحَمَّد ابنُ الحَدَوْس الفَقِيه، قال: أنْشَدَني الشَّاتَانِيّ أيضًا لنَفْسِه: [من الرمل]

عَمَّ بالمَعْرُوف حتَّى لَم يَدَع … أحَدًا ينْفَكُّ عن مِنَّتِهِ

صَدَقَتْ نِيّتُهُ في فعْلِهِ … فاهْتَدَى بالصِّدْقِ مِن نيَّتِهِ


(١) تاريخ ابن عساكر ١٣: ٩٦.
(٢) لم يورده ابن الأثير في كتبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>