للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما اسْمُكَ؟ قُلتُ: الحَسَن، قال: ما كُنْيَتُكَ؟ قُلتُ: لم أبْلُغ رُتْبَةَ الكُنْيَة، فاسْتَحْسَن قَوْلي، قال: كَنَّيْتُكَ أبا العبَّاس. قال: فكان الحَسَنُ بن سُفْيان يَفْتَخرُ أنَّ عليّ بن حُجْر كَنَّاهُ.

وقال الحاكِم: سَمِعْتُ أبا بَكْر مُحَمَّد بن دَاوُد بن سُلَيمان يَقُول: كُنَّا عند الحَسَن بن سُفْيان ببَالُوز، دَخَل عليهِ أبو بَكْر مُحَمَّد بن إسْحَاق بن خُزَيْمَة، وأبو عَمْرو أحْمَد بن مُحَمَّد الحِيْرِيّ، وأبو بَكْر أحْمَد بن عليّ الرَّازِيّ الحافِظُ في جَمَاعَة أصْحَاب أبي بَكْر المُطَّوِّعَة، وهم مُتَوَجِّهون إلى فَرَاوَة، فقال له أبو بَكْر بن عليّ: قد كتَبْتُ للأُسْتَاذ أبي بَكْر مُحَمَّد بن إسْحَاق هذا الطَّبق من حَدِيثك، فقال: هَات واقْرأ، فأخَذَ يَقْرأ، فلمَّا قرأ أحَادِيْثَ أدْخَل إسْنَادًا منها في إسْنَادٍ، فردَّهُ الحَسَنُ إلى الصَّوَاب، فلمَّا كان بعد سَاعةٍ أدْخَل أيضًا إسْنَادًا في إسْنَادٍ، فردَّهُ إلى الصَّوَاب، فلمَّا كان في الثَّالثَةِ قال له الحَسَنُ: ما هذا؟ لا تَفْعل؛ فقد احْتَمَلْتُك مَرَّتَين، وهذه الثَّالثَة وأنا ابن تِسْعين سَنَةً، فاتَّق اللَّه في المَشَايخ فرُبَّما اسْتُجِيْبَتْ فيك دَعْوَة، فقال له أبو بَكْر مُحَمَّد بن إسْحَاق: مَهْ؛ لا تُؤْذِي الشَّيْخَ، قال أبو بَكْر بن عليّ: إنَّما أرَدْتُ أنْ يَعْلم الأُسْتَاذ أنَّ أبا العبَّاس يَعْرف حَدِيثَهُ.

أنْبَأنَا أبو رَوْح عَبْد المُعِزّ بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، عن زَاهِر بن طَاهِر، عن أبي بَكْر أحْمَد بن الحُسَين، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْدِ اللَّه الحافِظُ، قال: سَمِعْتُ أبا عليّ الحُسَين بن عليّ الحافِظ يَقُول: سَمِعْتُ الحَسَن بن سُفْيان يَقُول: أنا فاتَني يَحْيَى بن يَحْيَى بالوَالدَة؛ لَم تَدَعني أخْرج إليه، فعَوَّضَنِي اللَّه بأبي خَالِد الفَرَّاء، وكان أسْنَد من يَحْيَى بن يَحْيَى.

قال: وأخْبَرَنا أبو عَبْد اللَّه، قال: سَمِعْتُ أبا بَكْر مُحَمَّد بنِ جَعْفَر البُسْتِيّ يقُول: سَمِعْتُ الحَسَن بن سُفْيان يَقُول: لولا اشْتِغَالي بحبَّان بن مُوسَى، وسَمَاع مُصَنَّفات ابن المُبارَك منه لجئْتُكم بأبي الوَلِيدِ وسُليْمان بن حَرْب.

<<  <  ج: ص:  >  >>