للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوَقْف، ورُبَّما كان يَبْتدئُ بالمَسْألَةِ من غَير أنْ يُسْأل عنها فيَنُصُّ (a) أقْوالَ العُلَمَاء فيها ليُرَى حِفْظَهُ، وكان يُظْهِرُ مَذْهَبَ الرَّوَافِض، ويُشِيْرُ إلى القَوْل بِالتَّشَيُّع بسَبَب السُّلْطان، شَاهَدْتُ ذلك منه، وذَاكَرْتُ به فَارِس بن أحْمَد غيرَ مَرَّة، وكان لا يرضَاهُ في دِيْنِهِ.

قال أبو عَمْرو: وبَلَغَني أنَّهُ قال لمحمَّد بن عليّ حين خَتَم عليه القُرْآن: يا أبا بَكْر، إنَّما قَرأتُ عليك للرِّوَايَةِ لا للدِّرَايَة.

قال: وسَمِعْتُ فَارِس بن أحْمَد يقُول، وقد ذَاكَرْتُهُ بأبي عليّ: كان أبو عليّ لا يقرُّ بقراءتهِ على الشَّنَبُوذِيّ ما دامَ حيًّا، فلمَّا تُوفِّي قال: قَرأتُ على الشَّنَبُوذِيّ، وأسْنَدَ عنهُ.

وقال أبو عَمْرو: قُتِلَ أبو عليّ سَنَة تِسْعٍ وتِسْعِين وثَلاثِمائة، قَتَلَهُ صَاحِبُ مِصْر (١).

قَرَأتُ في مُخْتَار من أخْبَار مِصْر للأمير المُخْتَار عِزّ المُلْك مُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللَّه بن أحْمَد المُسَبِّحيّ (٢) في حَوَادِث سَنَة تِسْعٍ وتِسْعِين وثَلاثِمائة، قال: وفي اليَوْم الثَّالث عَشر منهُ -يعني من ذي الحِجَّة- وهو يَوْم الأَحَدِ، قُتِلَ أبو عليّ الحَسَنُ بن سُليمان الأنْطَاكيِّ المقرِئ النَّحوِيّ. وفي هذا اليَوْم بعَيْنِهِ قُتِلَ أبو أُسَامة العَجَمِيِّ اللُّغَويّ، قُتِلَا جميعًا في يَومٍ وَاحدٍ، واسْتَتَرَ بسَبَبِ قتلِهما أبو مُحَمَّد عَبْدُ الغَنِيّ بن سَعيدٍ الأزْدِيّ، وخَافَ على نفسِه بسَبَب اجْتِمَاعِهِم في دَار العِلْم وجُلُوسهم فيها.


(a) ابن عساكر: بنصّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>