للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا فُلَانُ ابن فُلَان أتَاكُم خَاطِبًا، وفي مُصَاهَرَتِكم رَاغِبًا، يَذْكُر فَتَاتكُم فُلَانة بنتَ فُلَانٍ، وفد بَذَل لها من الصَّدَاق كذا وكَذا، فأَجِيْبُوه إذ خَطَب، وشَفِّعُوه إذ رَغِبَ.

أقُول قَوْلي هذا، واسْتَغْفِرُ اللَّه لي ولكُم.

فقال الرَّشِيْدُ: أوْجَزت يا شَافعِيّ، وأَجَدْت يا مُحَمَّد، وكلاكما مُحْسِنٌ (a).

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (١)، قال: أخْبَرَني أَبو القَاسِم الأزْهَريّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن إبْراهيم بن الحَسَن، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة، قال: سَنَة ستٍّ وثَلاثين -يعني ومَائتَيْن- فيها ماتَ الحَسَنُ بن سَهْل، وقد أَتَتْ له سَبْعُون سَنَةً. وكان من أسْمَحِ النَّاس وأكْرَمِهِم، فحَدَّثَني بعضُ وَلَده أنَّهُ رَأى سَقَّاءً يَمُرُّ في دَاره، فدَعَا بهِ، فقال: ما حَالتُكَ؟ فشَكَا ضِيْقَهُ، وذَكَر أنَّ له ابنةً يُرِيدُ زِفَافَها، فأخَذَ ليُوَقَّعَ له بألف دِرْهَم فأخْطَأ فوقَّع له بألْف ألف دِرْهَمٍ، فأتَى بها السَّقَّاءُ وَكِيْلَهُ، فأنْكَرَ ذلك، وتَعَجَّبَ أهْلُهُ منهُ، واسْتَعْظَمُوه، وتَهَيَّبُوا مُرَاجَعَتَهُ، فأتوا غَسَّان بن عَبَّاد بن عَبَّاد، وكان غَسَّان أيضًا من الكُرَمَاء، فأتَى الحَسَن بن سَهْل فقال له: أيُّها الأَمِير، إنَّ اللَّه لا يُحب المُسْرفين (٢)، فقال له الحَسَنُ: ليسَ في الخَيْر إسْرَافٌ، ثمّ ذَكَرَ أمْرَ السَّقَّاء، فقال: واللَّهِ لا رَجَعْتُ عن شيءٍ خَطَّتْهُ يَدِي، فصُوْلِح السَّقَّاء على جُمْلَةٍ منها، ودُفِعَتْ إليهِ.

وقال أبو بَكْر الخَطِيْبُ (٣): أخْبَرَنا القَاضِي أبو القَاسِم التَّنُوخِيّ (٤)، قال: حَدَّثَنَا


(a) بعده في الأصل بياض قدر نصف الصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>