لا عَسَلٌ عندي ولا سُكَّر … فليعْذر الشَّيْخ ويَأكُل خَرَاه
قال: فلمَّا قال: ويَأكُل، صَاح فيه مَلِكُ النُّحَاةِ وقال: بَسّ! لا تَزِد على هذا.
أخْبَرَني تَاج الدِّين أبو المَعَالِي الفَضْل ابن شَيْخنا أبي هاشِم بن الفَضْل الهاشِميّ، قال: أخْبَرَني الوَجِيْهُ بن عِيسَى المُحَنَّك، ح.
وأخْبَرَني بَهَاء الدِّين أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن إبْراهيم بن الخَشَّاب، قال: أخْبَرَني الشَّريفُ أبو جَعْفَر عَبْدُ اللَّه بن مُحَمَّد الهاشِميّ، قال: كان لمَلِك النُّحَاة بحَلَب تِلْمِيْذ يقال له الذُّبَابُ، وكان رَاويَة شِعْره، وكان أبو الحُسَين بن مُنِير كَثِيْرًا ما يَمْزَحُ معه إذا لَقِيَهُ ويقُول له: أيْش خَرِيَ المَلِكُ على لسَانك اليَوْم وما يُشْبه ذلك! وكان بين مَلِك النُّحَاة وبين ابن مُنِير مُهَاجَاةٌ، فمَرَّ الذُّبَاب يَوْمًا بابن مُنِير وهو جَالِسٌ على حَانُوْت بباب الجامع الغَرْبيّ تجاه مَدْرَسَة الحَلاوِيِّين، وكان يَجْلِسُ بها كَثِيْرًا عند خَيَّاطٍ بها، وبيَده قَضِيْبٌ يَعْبَثُ بهِ، فقال ابنُ مُنِير لرَاويةِ مَلِك النُّحَاة: إيْهٍ، أيْش عَمِل المَلِكُ اليَوْم؟ فقال له: ما تُريد أنْ تَسْمَع؟! فقال: لا بُدَّ، فقال: اتْركني باللَّهِ، فقال: لا بُدَّ أنْ تقُول، فقال: قال فيك: [من السريع]
لبُغْضِكَ الصِّدِّيْقَ يا ذَا الخَنَا … تَقْدَحُ في كُلِّ أبي بَكْرِ
يُعَرِّضُ بأَنَّهُ يَهْجُو مَجْد الدِّين أبا بَكْر ابن الدَّايَة، وكان نائب نُور الدِّين مَحْمُود بن زَنْكِي بحَلَب، وكان مَبْسُوط اليد فيها، قال: فألْقَى ابن مُنِير القَضِيْبَ
(١) البيتان في معجم الأدباء ٤: ١٧٥٨ (باختلاف في بعض الألفاظ، في ترجمة ابن المنقَّى)، والوافي بالوفيات ٢١: ٨١.