وذَكَرَ لي بعضُ الأُدَبَاءِ أنَّ هذه الأبْيَات الثَّلاثَة لوُحَيْش الشَّاعِر الدِّمَشقيّ في مَلِك النُّحَاةِ، قال: ولمَّا أنْشَدَهُ البَيْت الثَّالثَ قامَ إليه بالسَّيْف، فقال له وُحَيْشٌ وهو مُنْهزمٌ بينَ يَدَيْهِ: أنا ما قُلْتُ، القِطُّ قال!.
وقال لي نَجِيْبُ الدِّين أبو الفَتْح نَصْر اللَّه بن أبي العِزّ بن الصَّفَّار: إنَّ فِتْيَان الشَّاغُورِيّ ذَكَرَ له أنَّ هذه الأبْيَات له في مَلِك النُّحَاةِ، واللَّهُ أعْلَمُ.
أخْبَرَنا الشَّريفُ أبو المَحَاسِن الفَضْل بن عَقِيل بن عُثْمان العبَّاسيّ الدِّمَشقيّ قال: كُنْتُ أصْحَبُ مَلِك النُّحَاة، وكان قد قَرأ الفِقْه على الشَّيْخ أَسْعَد المِيْهَنِيّ، وكان بدِمَشْقَ رَجُلٌ يُقال له بسْخَاذ، فحَبَسهُ القَاضِي كمال الدِّين أبو الفَضْل ابن الشَّهْرَزُورِيّ، فمَضَى مَلِكُ النُّحَاة وأنا معه ليَشْفَع في بسْخَاذ إليه، وكان قد صَحِبَ ابن الشَّهْرزُوريّ في القرَاءة على أَسْعَد المِيْهَنِيّ، فلم يَقْبَل شَفَاعَتَهُ، فاتَّكَأَ مَلِكُ النُّحَاة على يَدي وهو خارج وقد غَضِبَ لردِّه شَفَاعَته، وقال وهو خَارِجٌ: لَسْتَ واللَّه رَفِيْقي، وحَرِمَ الشَّيْخ أَسْعَد (١).
سَمِعْتُ كَمَال الدِّين مُحَمَّد بن طَلْحَة النَّصِيْبِيّ قال: سَمِعْتُ شُمَيْم الحِلَّوِيّ (a)، يَقُول: كُنْتُ أقْرأُ على مَلِك النُّحَاةِ، فاتَّفَقَ يَوْمًا أنْ كان عندَهُ جَمَاعَة يَقْرأون عليه شَيئًا من النَّحو، فَجَرَى بَحْثٌ، فقُلتُ: قال أبو عليّ الفَارسِيّ فيها كذا، وقال ابنُ جِنِّي كذا، فقال: وأيْش كان ذلك الكَلْب أبو عليّ الفَارسِيّ، وأيْش كان ذلك الكَلْب ابن جِنِّي؟! قال شُمَيْمٌ: فتقدَّمْتُ إليه وقُلْتُ له: يا سَيِّدنا، هؤلاءِ هُمْ عُلَماء