للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم يا أَمِير المُؤْمنِيْن، قال: وتأمر بالمَعْرُوف؟ قُلتُ: لا ولكنِّي أنْهَى عن المُنْكَر، قال: فرَفَعَني على ظَهْر رَجُلٍ وضَرَبني خَمْسَ دِرَر، وخَلَّى سَبِيْلي. وأُدْخِلتُ عليه المَرَّةُ الثَّانيَة؛ رُفِعَ إليهِ أنِّي أشْتُمُ عليّ بن أبي طَالِب، قال: فلمَّا قُمْتُ بينَ يَدَيْهِ قال لي: أنْتَ الحَسَنُ؟ قُلتُ؟ نعم يا أَمِير المُؤْمنِيْن، قال: وتَشْتمُ عليَّ بن أبي طَالِب، فقُلتُ: صَلَّى اللَّه على مَوْلاي وسَيِّدِي عليّ، يا أَمِير المُؤْمنِيْن، أنا لا أشْتمُ يَزِيدَ بن مُعاوِيَة لأنَّهُ ابنُ عَمِّكَ، فكيفَ أَشْتمُ مَوْلاي وسَيِّدِي؟ قال: خَلُّوا سَبِيْلَهُ.

وذَهَبْتُ مرَّة إلى أرْض الرُّوم إلى بَذَنْدُون (a) في المِحْنَة، فدُفِعْتُ إلى أَشْنَاس، فلمَّا ماتَ خَلّى (b) سَبِيلي.

قال السَّرَّاج: ماتَ الحَسَنُ بن الصَّبَّاح بن مُحَمَّد أبو عليّ الوَاسِطِيّ، وكان لا يَخْضِبُ، من خِيَار النَّاس، ببَغْدَاد يَوْم الاثْنَين لثمانٍ خَلَتْ من رَبِيع الآخر سَنَة تِسْعٍ وأرْبَعين ومَائتَيْن.

أخْبَرَنا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمن بن مُحَمَّد، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (١)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن رِزْق، قال: أخْبَرنا أحمدُ بن عيسَى بن الهَيْثَم التَّمَّار، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْد بن مُحَمَّد بن خَلَف البَزَّازُ (c)، قال: ماتَ الحَسَنُ بن الصَّبَّاح البَزَّار في رَبيع الأوَّل سَنَة تِسْعٍ وأرْبَعين ومَائتَيْن.


(a) في تاريخ بغداد للخطيب وتاريخ الإسلام للذهبي بدالين مهملتين، وهو موضع في أقصى الثغور الشامية، فيه توفي المأمون. وتقدم التعريف به وذكره مرارًا في الجزء الأول من هذا الكتاب.
(b) هكذا مجوّدًا في الأصل، وفي تاريخ بغداد: خُلِّيَ.
(c) في تاريخ بغداد: البزّار، وجاء بزايين في ترجمته من التاريخ نفسه ١٢: ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>