قَرأتُ بخَطّ أبي الخَطَّاب عُمَر بن مُحَمَّد العُليمِيّ، وأخْبَرَنَا أبو عَبْد اللَّه مُحَمّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الحَسَن النَّسَّابَةُ الدِّمَشقّي بها، عن العُلَيْمِيّ، قال: أَنْشَدَني أبو عليّ الحَسَنُ بن طَارِق بن الحَسَن التَّاجر لنَفْسِه بالمَوْصِل وكَتَبَهُ لي بخَطِّه: [من الكامل]
ولقد أقُول لمَعْشَر ودَّعْتُهم … يَوْمَ الفِرَاقِ ودَمْعُ عَيْني يَسْكُبُ
لو كانَ لي حَزْمٌ وعَزْمٌ صَادِقٌ … لعَرَفْتُ ما آتي وما أَتَجَنَّبُ
لَهْفي على شَرْخِ الشَّبَابِ وعَصْرِهِ … وَلَّى ففَارَقَنا الزَّمانُ المُذْهَبُ
هل بعدَ شَيْبِ الرَّأسِ إلَّا رِحْلَةٌ … عمَّن صَحِبْنَاهُ ودَارٌ تَخْرَبُ
والمَرْءُ يَأمُلُ أنْ يَعِيْشَ مُخَلَّدًا … والعُمْرُ يَذْهَبُ والمَنِيَّةُ تَقْرُبُ
فتَغَنَّمُوا السَّاعَات إنْ سَمَحَت بما … تَرْجُونَهُ أو بعضِ ما تَتَطَلَّبُ
فَلَخَيْرُ زَادِكُمٌ التُّقَى لمَعَادِكُمْ … يَوْمٌ مَهُولُ وليسَ منهُ مَهْرَبُ
ونَقَلْتُ من خَطِّ العُلَيْمِيّ ما أخْبَرَنا به أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد ابن تَاج الأُمَناء ابن عَسَاكِر، قِراءَةً عليهِ بدِمَشْق عنه، قال: أنْشَدَنا أبو عليّ الحَسَن بن طَارِق بن الحَسَن الحَلَبِيِّ من لَفْظه لنَفْسِه بالمَوْصِل، وكَتَبَهُ لي بلَفْظه: [من المنسرح]
لمَّا رَأيْتُ المَشِيْبَ قد نَزَلَا … وأنَّ شَرْخَ الشَّبَابِ قد رَحَلَا
عَاتَبْتُ نَفْسِي وقُلْتُ: وَيْكِ أمَا … يَكْفيكِ أنَّ المَشِيْب قد نَزَلَا
وقد مَضَتْ دَوْلَة الشَّبَابِ فهَلْ … آمُلُ مِن بَعْدِهِ بهِ بَدَلَا
وقَرأتُ بخَطِّ العُلَيْمِيّ، وأخْبَرَنَا به أبو عَبْد اللَّه بن أحْمَد عنه، قال: أنْشَدَني أبو عليّ الحَسَنُ بن طَارِق بن الحَسَن المُجَهِز لنَفْسِه، وكَتبَهُ لي بخَطِّه: [من مجزوء البسيط]
لم أَسْتُر الشَّيْبَ بالخِضَابِ … لأبْتَغِي صَبْوَةَ التَّصَابي
ولا تَزَيَّنْتُ للغَوَاني … أَسْتُرُ عن مِثْلِهِنَّ ما بِي