للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين سَيَّرَهُ ابن رَائِق إليه بعد أنْ أحْسَنَ إليه مع الحَسَنِ بن طَاهِر إلى أبيهِ، وزوَّجَ الإخْشِيْذُ ابنتَهُ فاطِمَة من مُزَاحِمِ بن مُحَمَّد بن رَائِق، تَوَلَّى ذلك أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن طَاهِر، وأنَّ الحَسَنِ بن طَاهِر سَفَرَ في الصُّلْح بينهما، وقَرَّر الأمْرَ، وسَيَأتي ذِكْرُ ذلك مُسْتَوفًى في موضِعهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تعالَى.

وذكَرَ ابن زُوْلَاق أيضًا في سِيْرَة الإخْشِيْذ هذه (١)، قال: ووَرَدَ في سَنَة تِسْعٍ وعشرين نَعِيُّ أبي عليّ عُبَيْدِ اللَّه بن طَاهِر والد مُسَلَّم، فلَم يتأخَّر عن تَعْزِيَتهِ أحَدٌ، وكان الحَسَنُ بن طَاهِر أخُوهُ عَلِيْلًا، فكُتِمَ ذلك عنه، فرَكِبَ الإخْشِيذْ إلى أبي جَعْفَر مُسَلَّم فعَزَّاهُ، وسَقَاهُ الشَّرَابَ، ثمّ سَأل: هل عَلمَ أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن طَاهِر بوَفَاة أخيهِ؟ فقالُوا: لا، فرَكِبَ إليه عَائِدًا، وعَزَّاهُ.

قال ابنُ زُوْلَاقٍ (٢): وكان الحَسَنُ بن طَاهِر قد خَدَم الإخْشِيْذَ ونَابَ عنهُ، وكان السَّفِيْر بينَهُ وبين مُحَمَّد بن رَائِق، وانْتَفَع معَهُما، حتَّى بلَغَ ارْتِفَاع أمْلَاكِهِ مائة ألف دِيْنار سِوَى أرْزَاقه وأرْزَاوَ بَنِيْهِ وعَبِيْدِه ومَوَالِيهِ، وكان أيضًا هو السَّفِيْر بين الإخْشِيْذ وبين مَنْ نَازَعَهُ.

قال ابنُ زُوْلَاق (٣): وحَدَّثني بعضُ الكُتَّب، قال: كان مُحَمَّد بنُ رَائِق لمَّا سارَ لقِتَال الإخْشِيْذ، رَاسَلَهُ الإخْشِيْذ بأبي مُحَمَّد الحَسَن بن طَاهِر بن يَحْيَى الحُسَيْنيّ، وكانت كُتُب الحَسَن بن طَاهِر تَرِد من الشَّام إلى أخيهِ الحُسَين بن طَاهِر شَقِيْقه، وكان يَنُوبُ عنه ويُوْقِفُ الإخْشِيْذ على ما يَرِدُ عليه، ويُوْقفه على كُتُبه، وكان إذا كَتَب إلى الإخْشِيْذ كَتَبَ مع الطَّائِر، ويَكْتب كَثِيْرًا إلى أخيهِ الحُسَين، فقال أبو عَبْد اللَّه الحُسَين بن طَاهِر: فوَرَد عليَّ كتابُ أخي الحَسَن بن طَاهِر من الشَّام يقُول فيهِ: وتَسْأل الإخْشِيْذ أنْ يُعْفيَني من ضَمَان


(١) لم ينقله ابن سعيد في كتابه المغرب.
(٢) لم ينقله ابن سعيد في كتابه المغرب.
(٣) كلام ابن زولاق في المغرب لابن سعيد ١: ١٨٨ - ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>