للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِدَاد الثُّرَيَّا مثْل نِصْفِ عِدَادِهم … ومن نَسْلُه ضِعْفُ الثُّرَيَّا مَتَى يُثْرِي

فهَبْ هِبَةً يَبْقَى عليكَ ثَنَاؤُها … بَقَاء النُّجُوم الطَّالعات الّتي تَسْري

فلمَّا فَرَغَ من إنْشَادها، أحْضَر الأَمِيرُ أسَدُ الدَّولَةِ القَاضِيَ والشُّهُودَ، وكَتَبَ له، وأَشْهدَ على نَفْسه بتَمْلِيك ابن أبي حَصِيْنَة ضَيْعَتَيْن من مُلكِه لها ارْتِفَاعٌ كَثِيْرٌ، وأجازَهُ، وأحْسَنَ إليه، فأثْرَى وتَمَوَّل، وعَمَّر بحَلَب دَارًا خَسِرَ عليها مَالًا كَثِيْرًا، وكَتَبَ على إزَار رَوْشَنها (١): [من السريع]

دَارٌ بَنَيْناها وعِشْنَا بها … في نِعْمَةٍ (a) من آل مِرْدَاسِ

قَوْمٌ مَحَوْا بُؤْسي ولم يَتْركُوا … عليَّ للأيَّام (b) من بَاسِ

قُلْ لبني الدُّنْيا أَلَا هكذا … فليَفْعَلِ النَّاسُ مع النَّاسِ

هكَذا نَقَلْتُهُ من خَطِّ أبي المُظَفَّر أُسامَة في تَعْلِيقه الّذي عَلَّقَهُ لابن الزُّبَيْر، وقد ذَكَرَ أُسامَة بن مُنْقِذ في مَوضع آخر هذه الحِكايَة أنَّها وقَعَت لابن أبي حَصِيْنَة مع مُعِزّ الدَّولَة ثِمَال بن صالح، وهو أصَحُّ؛ أخْبَرَنا بذلك الأَمِينُ أبو القَاسِم الحُسَيْن بن هِبَة اللَّه بن مَحْفُوظ بن الحَسَن بن صَصْرَى، فيما أَذِنَ لنا في روَايَتِهِ عنْهُ، وسَمِعْتُ منه بدِمَشْق، قال: أخْبَرَنا أبو المُظَفَّر أُسامَة بن مُرْشِد بن عليّ بن مُقَلَّد بن نَصْر بن مُنْقِذ، قال: كان ابن أبى حَصِيْنَة مَدَّاحًا للأميرِ تاج الأُمَرَاءِ مُعِزّ الدَّولَة أبي العُلْوَان ثِمَال ابن أسَد الدَّولَة صالح بن مِرْدَاس، فامْتَدَحَهُ بقَصِيدَة شَكَا فيها كَثْرة أوْلَادِهِ، وكان له أرْبَعة عَشر ولدًا، أوَّلُها: [من الطويل]

سَرَى طَيْفُ هِنْدٍ والمَطِيُّ بنا تَسْرى … [فأَخْفَى دُجَى لَيْلٍ وأبْدَى سَنَا فَجْر] (c)


(a) في المستدرك على الديوان: دعة، وهي رواية تأتي فيما بعد.
(b) في المستدرك: في الأيام.
(c) لم يورد ابن العديم عجزه المدرج بين الحاصرتين، واستكملناه من رواية الأبيات المتقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>