للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَنَيْتُ على نَفْسِي بنَفْسِي جنايةً … فأثْقَلْتُ ظَهْري بالَّذي شَبَّ من ظَهْري

عِدَادُ الثُّرَيَّا مثْل نِصْفِ عِدَادِهم … ومَنْ نَسْله ضِعْفُ الثُّريَّا مَتَى يُثْري

وأخْشَى اللَّيالِي الغَادِرات عليهم … لأنَّ اللَّيالِي غيرُ مَأمُونة الغَدْرِ

ولي منْكَ إقْطَاعٌ قَدِيم وحَادِثٌ … تقلَّبْتُ فيهِ تحت ظلّكَ من عُمْري

وما أنا بالمَمْنُوع منْهُ ولا الّذي … أخَافُ عليه منْكَ حَادِثَةً تَجْري

ولكنَّني أَبْغِيْهِ مُلْكًا مُخَلَّدًا … خُلُود القَوَافي البَاقِيَات على الدَّهْرِ

والقَصِيدَةُ طَوِيلَةٌ.

فلمَّا سَمِعَها مُعِزّ الدَّولَةِ، أمَرَ بإحْضَار شُهُودٍ أشْهَدَهُم بَتْملِيكهِ أبا الفَتْح الحَسَن بن عَبْد اللَّه بن أحْمَد بن عَبْد الجَبَّار بن أبي حَصِيْنَة ضَيْعَتَيْن من أعْمَال حَلَب ومَنْبج، فأَثْرَى، وحَسُنَتْ حَالهُ، وعَمَّر بحَلَب دَارًا، وكَتَبَ على إزَار رَوْشَنها: [من السريع]

دَارٌ بَنَيْنَاها وعِشْنَا بها … في نِعْمَةٍ من آل مِرْدَاسِ

وذَكَرَ الأبْيَات الثَّلاثة كما نَقَلتُها من خَطِّ أُسامَة.

سَمِعْتُ الأَمِيرَ بَدْرَان ابن جَنَاح الدَّوْلَة حُسَيْن بن مالك العُقَيْلِيّ، قال: قال لي الخَطِيبُ هاشِم خَطِيْبُ حَلَب: لمَّا بَني ابنُ أبي حَصِيْنَة دَارَهُ وكَتَبَ على إزَار سَقْفها: [من السريع]

دَارٌ بَنَيْنَاها وعِشْنَا بها … في نِعْمَةٍ من آل مِرْدَاسِ

المَانِعي بُؤْسِي فلَم يتْركُوا … عليَّ للأيَّام من بَاسِ

قُلْ لبَني الدُّنْيا ألَا هَكَذا … فليَفْعَلِ النَّاسُ مع النَّاسِ

بَلَغَ نَصْر بن مَحْمُود ذلك، فكَتَبَ له دَارًا إلى جانبها، وكانت خَربةً، وهي الآن لبعض الشِّرَاف بحَضرَة البلَاط شَرْقيّ الدَّار الّتي كان كَتَبَ على رَوْشَنها

<<  <  ج: ص:  >  >>