الأبْيَات، وهي الآن لبعض الهاشِميِّيْن، وبَابُهَا في الزَّاويَةِ الّتي هي مُقَابِل مَسْجِد الشَّريف الزَّاهِد، قال: وأطْلَقَ له ألفَ دِيْنارٍ.
قال: وقال لي الخَطيْبُ: والدَّارُ الّتي عَمَّرها هي الدَّار الّتي تجاه حَمَّام الوَاسَانِيّ، ولها سَابَاط رَاكِبٌ على حَمَّام الوَاسَانِيّ، وهي في زَمَاننا هذا لولد قُطْب الدِّين الحَسَن بن العَجَمِيّ.
كذا قال لي بَدْرَان: بَلَغَ نَصْر بن مَحْمُود! ولَم يَعِشْ أبو الفَتْح بن أبي حَصِيْنَة إلى أيَّام نَصْر بن مَحْمُود.
وقد قيل إنَّ الحِكايَة جَرَت مع نَصْر بن صاع أخي ثِمَال بن صالح؛ فإنَّني قَرأتُ في كتاب نُزْهَة النَّاظِر ورَوْضَة الخَاطِر، تأليف عَبْد القَاهِر بن عَلَوِي المَعَرِّيّ، المَعْرُوف بابنِ خُصَا البَغْل، قال (١): قيل: امْتَدَح أبو الفَتْح بن [أبي] (a) حَصِيْنَة المَعَرِّيّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، نَصْر بن صالِح بحَلَب، فقال له: تَمَنَّ، فقال: أتَمَنَّى أنْ أكُونَ أميْرًا، فَجَعَلهُ أميرًا يَجْلِسُ مع الأُمَرَاء، ويُخَاطَب بالَأمِير، وقَرَّبَهُ، وصَارَ يَحْضرُ في مَجْلِسه وفي زُمْرَة الأُمَرَاء، ثمّ وَهَبَهُ أرْضًا بحَلَب قِبْليّ حَمَّام الوَاسَانِيّ، فعَمَّرها دَارًا وزَخْرَفَها وقَرْنَصَها، وتَمَّمَ بُنْيانَها، وكمل زَخَارفها، ثمّ نَقَشَ على دَائر الدَّرَابْزِين:[من السريع]
دَارٌ بَنَيْنَاها وعِشْنَا بها … في دَعَةٍ من آل مِرْدَاسِ
قَوْمٌ مَحَوْا بُؤْسِي ولم يَتْركُوا … عليَّ للأيَّام من بَاسِ
قُلْ لبَني الدُّنْيا أَلَا هَكَذا … فليَفْعَلِ النَّاس مع النَّاسِ
(a) أسقطه ابن العديم كما وجده في الأصل مكتوبًا، ونبَّه عل الخطأ فيه بكتب "صـ" فوقه.