للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحْبَرَنا أبو زَكَرِيَّاء يَحْيَى بن عليّ الخَطِيب التَّبْرِيْزِيّ، قال: أنْشَدَنا أبو العَلَاء أحْمَد بن عَبْد اللَّه بن سُلَيمان التَّنُوخِيّ المَعَرِّيّ لنَفْسِه في أبي حَمْزَة الفَقِيه (١): [من الخفيف]

غَيْر مُجْدٍ في مِلَّتي واعْتِقَادي … نَوْحُ بَاكٍ ولا تَرَنُّمُ شَادِ

منها:

وقَبِيْحٌ بنا، وإنْ قَدُمَ العَهْدُ … هَوَان الآباءِ والأجْدَادِ

سِرْ إنْ اسْطَعْتَ في الهَوَاءِ رُوَيْدًا … لا اخْتِيالًا على رُفَاتِ العِبَادِ

رُبَّ لَحْدٍ قد صَارَ لَحْدًا مِرَارًا … ضَاحِكٍ من تَزَاحُمٍ الأضْدَادِ

ودَفِيْن على بَقَايا دَفِيْنٍ … في طَويْل الأزْمَانِ والآبَادِ

منها:

أبَناتِ الهَدِيْل أَسْعِدْن أو عِدْ … نَ قليلَ العَزَاءِ بالإسْعَادِ

إيهِ! للَّه دَرُّكُنَّ فأنْتُنَّ … اللَّوَاتي تُحْسِنَّ حِفْظَ الوِدَادِ

ما نَسِيْتُنَّ هَالكًا في الأوَان … الخالِ أوْدَى من قَبْل هُلْكِ إيادِ

بَيْدَ أنَّي لا أرْتَضِي ما فَعَلْتُنَّ … وأطْوَاقُكُنَّ في الأجْيَادِ

فتَسَلَّبْنَ واسْتَعرنَ جَمِيعًا … من قَمِيْص الدُّجَى ثِيَابَ حِدَادِ

ثُمّ غرِّدْنَ في المآتِم واندُبْن … بشَجْوٍ معٍ الغَوَاني الخِرَادِ

قَصَدَ الدَّهْرُ من أبي حَمْزَةَ الأوَّاب … مَوْلَى حجِى وخِدْنَ اقْتِصَادِ

وفَقِيهًا أفْكَارُهُ شِدْنَ للنُّعـ … ـــمَانِ ما لَم يَشِدْهُ شِعْرُ زِيَادِ

فالعِرَاقِيّ بَعْدَهُ للحِجَازِيّ … قَلِيْلُ الخلَافِ سَهْلُ القِيَادِ

وخَطِيْبًا لو قام بينَ وُحُوشٍ … عَلَّمَ الضَّارِيَات بِرَّ النِّقَادِ

رَاوِيًا للحَدِيْث لَم يُحْوج … المَعْرُوف من صِدْقِهِ إلى الإسْنَادِ


(١) سقط الزند ٧ - ١١، وفيه أنها مرثية في فقيه حنفيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>