للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بزُهَيْر بن الحَارِث، وتُقام لها العُلُوْفَة، وأُجْرة مَنْ يَخدمها، ويُقام عليها فَارِسٌ يكون مُقِيمًا بالدَّار المَذْكُورَة، يُجاهد عليها عن زُهَيْر بن هارُون، وما فَضُل من المَغُلّ يُعد لنائبةٍ إنْ لَحِقَت هذه الفَرَس.

وقد ذَكَر هذه الدَّار أبو عَمْرو الطَّرَسُوسِيّ، وقال: وهذه الدَّار بيوت سَفَالِي وإصْطَبْلات ومَخازن وعلالي؛ فأمَّا الحَوَانيتُ فهي وَقْفٌ على سبْعَة أفراسٍ تكون في مَرْبَط هذه الدَّار بسُرُوجها وآلاتها وجُلَالاتها، ويقام بقَضِيْمها ونِعالها ومَسَاميرها وأُجْرَة بياطرتها وأُجرَة سَاستها، وقد رُسِمَت هذه الأفْراسُ السَّبْعَة كُلّ فَرَسٍ منها بقائد من قُوَّاد طَرَسُوس، متى نُودِي بنَفِيْرٍ أو غَزْو قادَ السَّائسُ فَرَسًا برَسْم قائدٍ من القُوَّادِ إليه بعَيْنه، بَعْد القيام بكفايَته، حتَّى إذا عَاد القائد من نَفِيْره أو غَزْوه ردَّ الفَرَس إلى مَرْبَطهِ.

وذَكَر دُوْرًا كَثِيْرة لا يَحْتمل الحال ذِكْرها، ويطول كتابنا بإيراد ما ذَكَرهُ.

قَرَأتُ في كتاب البُلْدان لأحمد بن يَحْيَى بن جَابِر البَلاذُرِيّ، ونَقَلْتُه من خَطِّ بَنُوْسَة، قال (١): وحَدَّثَني مُحمَّد بن سَعْد، عن الوَاقِدِيّ، قال: لمَّا غَزَا الحَسَنُ بن قَحْطَبَة الطَّائِيُّ بلادَ الرُّوم سنَةَ اثنتين وستِّين ومائة، في أهل خُرَاسَان وأهل المَوْصِل والشَّامِ وأَمْداد اليَمَن ومُتَطَوِّعَة (a) العِرَاق والحِجَاز، خرجَ ممَّا يلي طَرَسُوس، فأخْبَرَ المَهْدِيّ بما في بنائها وتَحْصينها وشِحْنتها بالمُقاتِلَة من عظيم الغَنَاءِ عن الإسْلام، والكَبْت للعَدُوِّ، والوَقْمِ (٢) لهُ فيما يُحاول ويَكيد، وكان الحَسَنُ قد أبْلَى في تلكَ


(a) فتوح البلدان: ومطوِّعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>