ونَقَلْتُ من خَطِّ أبي عليّ الجُوَيْنِيّ لنَفْسِه من أبْياتٍ مَدَحَ بها أبا الفَضْل غسْيان بن جِلْب رَاغِب بالدِّيَار المِصْرِيَّةِ: [من المجتث]
يَقُولُ وَفْدُ التَّهَاني … أَبْشِرْ بِنَيْلِ الأمَانِي
فَقْد أَتَتْكَ سُعُودٌ … تَبْقَى بَقَاءَ الزَّمانِ
وكُلُّ ماضٍ بَعِيْدٍ … ممَّا تُحَاوِلُ دَانِ
يا مَنْ يُجَرِّدُ عَزْمًا … كالصَّارِم الهُنْدُوَانِي
بحَدِّكَ الْقَ أَعادِيْـ … ـــكَ لا بحَدِّ اليَمَانِي
يا مَنْ لعُلْيَاهُ سَيْرُ الأ … مْثَال في البُلْدَانِ
يا وَاحِدًا لا يُدَانيـ … ــه في البَرَايَا مُدَانِ
يا مَنْ يَرَى الجُوْد حَتْمًا … فَرْضًا على الإنْسانِ
وفي النَّوَافل يأتي … بعَارِفاتٍ حِسَانِ
أخْبَرَنا أبو القَاسِم عبدُ الرَّحيم بن يُوسُف بن هِبَةِ اللَّه بن الطُّفَيْل، إجَازَةً عندَ قراءتي عليه بدَار الوِزَارَة بالقَاهِرَة، قال: أنْشَدَنا فَخْرُ الكُتَّابِ الحَسَنُ بن عليّ بن إبْراهيم الجُوَيْنِيّ لنَفْسِه من قَصِيدَةٍ (١): [من الطويل]
فإنْ قُلتَ لي صَبْرًا فلا صَبْر لامْرِئٍ … غَدًا بيَدِ الأيَّام تَقْتُلُهُ صَبْرَا
وإنْ قُلتَ لي عُذْرٌ فواللَّهِ ما أرَى … لمَنْ مَلَكَ الدُّنْيا إذا لم يَجُدْ عُذْرَا
وأنْشَدَنا أبو القَاسِم بن الطُّفَيْل في كتابه، قال: أنْشَدَنا فَخْر الكُتَّاب الحَسَنُ بن عليّ الجُوَيْنِيّ لنَفْسِه، وقال لنا: قُلتُ أُخاطِبُ نَفْسِي المِسْكِينَة المُوثَقَة الرَّهِيْنة: [من السريع]
أبا عليٍّ يا رَهِيْنَ الثَّرَى … كم فُرْصَةٍ أَهْمَلتَها فَاخِرَهْ
قد فاتت الدُّنْيا فبُعْدًا لها … بَادِرْ وقمْ فاسْتَدْرِكِ الآخِرَهْ
(١) البيتان أوردهما الثعالبي في العديد من كتبه، ونسبهما لأبي القاسم بن أبي العلاء الأصبهاني، انظر: يتيمة الدهر ٣: ٣٧٨، خاص الخاص ١٧٤، لباب الآداب ١: ٢٠٦.