للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الحَسَن: وحَدَّثني وَالدِي أبو العبَّاس، قال: عاتَبْتُ -أو عُوْتِبَ- أبو طَاهِر الوَاسِطِيّ المُقْرِئ في القِرَاءةِ على أبي عليّ الأهْوَازِيّ، فقال: أقْرا عليه العِلْمَ، ولا أُصَدِّقُهُ في حَرْفٍ واحدٍ.

قال أبو الحَسَن: وحَدَّثَني أبو طَاهِر مُحَمَّدُ بن الحَسَن بن عليّ بن الملْحِيّ (a)، قال: كُنْتُ عند رَشَاء بن نَظِيف المُقْرِئ العَدْل (b) في دَارِه على باب الجامِع، وله طَاقَةٌ إلى الطَّريق فاطَّلعَ فيها، وقال: قد عَبَرَ رَجُل كذَّابٌ، فاطَّلَعْتُ فوَجدْتُه الأهْوَازِيَّ!.

قَرأتُ بخَطِّ الإمَام الحافِظ أبي طَاهِر السِّلَفِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قال: وسَمِعْتُ أبا مُحَمَّد -يعني هِبَة اللَّه بن أحْمَد بن عَبْد اللَّه بن عليِّ بن طَاوُوس- يقُول: سَمِعْتُ أبا القَاسِم بن أبي العَلَاء المِصِّيْصيَّ يَقُول: قَدِمَ أبو علِيِّ الأهْوَازِيُّ دِمَشْق، وحَضَره رَشَاء بن نَظِيْف المُقْرِئُ، وحضَر ما عندَهُ، ثمّ خرج رَشَاء إلى العِرَاق وأوْدَعَ كُتُبه عنده، فلمَّا رجعَ رَأى أسَانيد أبي عليّ قد تَضَاعَفَتْ، فقال له: يا هذا، من أينَ لكَ هذه ولم تَرْحَل بعْدِي، ولا قَدِمَ دِمَشْقَ شَيْخٌ قَرأتَ عليه؟ فقَطَعَهُ وكان يَتَكلمَّ فيه.

وقرأت بخَطِّه بعده: سَمعْتُه يَقُول: سَمِعْتُ عليّ بن أبي العَلَاء المِصِّيْصيّ الفَقيه يقُول: ذكَرَ أبو عليَّ الأهْوَازِيُّ، قي جُمْلَهَ ما ذكَر، أنَّهُ قَرأ على أبي الحَسَن الحَمَّامِيّ، وأبو الحَسَن مُتَأخِّر لَم يكُن الأهْوَازِيّ مُحتاجًا إليه، فلمَّا اتُّهِمَ بادِّعَائه رِوَاياتٍ اسْتَغْرَبُوها كتبُوا إلى أبي الحَسَن الحَمَّامِيّ، فذكَرَ أنَّهُ لَم يقرأ عليه قَطّ، وأُخِذَ خَطّ الحَمَّامِيِّ بذلك وحُمِلَ إلى دِمَشْقَ.


(a) في تاريخ ابن عساكر ومعجم الأدباء ٣: ٩٣٨: المليحي، والمثبت موافق لما في سير أعلام النبلاء ١٨: ١٧.
(b) ابن عساكر: المعدل.

<<  <  ج: ص:  >  >>