أنْبأنَا أبو القَاسِم بن الحَرَسْتَانِيّ، عنِ أبي القَاسِم بن السَّمَرْقنديّ، قال: أخْبَرَنا أبو يَعْقُوب الأديِب إذْنًا، قال: أخْبَرنَا أبو منْصُور الثَّعالِبيّ (١)، قال: أبو مُحَمَّد الحَسَن بن عليّ بن وَكِيِع التِّنِّيْسِيّ، شَاعِرٌ بَارعٌ، وعالِمٌ، جَامِعٌ؛ قد بَرَع على أهْل زَمَانهِ (a)، ولم يتقدَّمه أحَدٌ في أوَانهِ، وله كُلّ بَدِيْعةٍ تَسحر الأَوْهَام، وتَسْتَعْبد الأفْهَام.
قَرَأتُ في كتاب العَرُوس في فَضَائِل تِنِّيْس تأليف القَاضِي أبي القَاسِم عَبْد المُحْسِن بن عُثْمان بن غَانِم الخَطِيب (٢)، قال: وأمَّا شُعَرَاءُ هذه المَدِينَة، من أهْلها ومَنْ قَطَنها منهم، ودَخَلَها، فمن أهْلها، ولو لَم أجِدْ سِوَاه لكَفَى كما قيل (٣): [من الرجز]
فهو أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن عليّ بن وَكِيع، وقَبْره الآن بها في المَقْبَرَة الكُبْرَى، وله كتابٌ مُصنَّف في سَرقَات أبي الطَّيِّب المُتَنَي تَأليفه (٤)، وهو يَجمَعُ فَضْلًا جَامِعًا، وعِلمًا كَثِيْرًا بَارِعًا، في عدَّة مُجَلَّدات، ودِيْوان شِعْر ابن وَكِيع هذا أيضًا عليه أرْبَعة مُجَلَّدات على حُرُوف المُعْجَم.