للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الدُّجَي يَسْرُون للتِّصْبَاح … سريةً في الرُّوم لاجتيَاح

وللثَّواب والغِنَى والرَّيْش … يَرْجُون خُلْدًا في لذيذِ العَيْش

ليسُوا بأطْيَاشٍ غداة الهَيْش … إذا اغْتَدَوا كانُوا أمَام الجَيْش

تراهُمُ صَبِيْحَة المغَارِ … كالأُسْدِ في أشْبَالِها الضَّوَاري

على الجيادِ العُرْبُ والشَّهَاري … كأنّها العِقْبَانُ في البَرَارِي

من كُلّ طَرفٍ مارِح لَدَى العَمَل … أَعَرّ كالبَدْر تدَلَّى ما أَفَل

مُحَجّلٌ أرْجُله جَمّ الكَفَل … مَا هَاب يَوْمًا في الوَغَى لَمْحَ الأَسَل

فهُم يَحُلُّون بها الدِّيَارا … ويَقْتُلونَ عندَها الكُفَّارا

ويَسْتَبُونَ الخُرَّدَ الأبْكَارَا … ويَحْتَوُونَ المَالَ والأُسَارَي

قد صُفِّدوا في السَّير في وثاق … وضُمَّت الأيْدِي إلى التَّرَاقي

لخَشْيَةِ الفِرَار والإبَاق … وتلكُم الجَوار في اسْتِبَاق

يُسَقْنَ كالأغْنَام في الشَّغافِ … يُحَزْنَ بالرِّمَاح وَالقذَافِ

حَوْزَ الرُّعاة الشَّاءَ في الفَيافي … كم فيهمُ من ظبيةٍ ذلافِ

يمنَعُها من مَشْيَها سحج الرَّبَل … وثقْل ردفٍ مَائِل لها عَدَل

وأنَّها ذات دَلالٍ وخَجَل … لَو حسَّها الرَّاهِبُ يَوْمًا لنَزَل

والقَسُ لو أبصَرَها لَمَا صَبَر … وقَبَّلَ الرِّجْلَيْن منها واعْتَذر

تَبْكي بعَيْن ذَات غُنْج وحَوَر … وتَلْطِم الوَجْهَ المُنِيْرَ كالقَمَر

أبْيَض يَعْلُوه كلَون الخَمْر … نَعَمْ وفي الصَّدر الوضيءِ تَفْري

باللكم والخَمْش ونَتْفِ الشَّعر … من حَالكٍ قد حَلّ عند الخَصْرِ

وكُلّ ما يَبْدُو لها مَليْحُ … إذا احْتَوَاها المَرْءُ يَسْتَريحُ

دَعْ ذِكْرها فذِكْرُها قَبِيْح … على الفَتَى وخُذْ بما تَبُوح

<<  <  ج: ص:  >  >>