أنْشَدَنا أبو الحَسَن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن سَعيد بن حَامِد المَعْرُوف بابنِ دَبَابَة السِّنْجَارِيّ بها وبحَلَب، قال: أنْشَدَني أبي لنَفْسِه يَمْدَحُ الإمَام النَّاصِر لديْن اللّه أَمِير المُؤْمنِيْنَ (١): [من الوافر]
تَبَصَّرْ هَلْ بذِي العَلَمَيْن نَارُ … أم ابْتَسَمَتْ على إضَمٍ نَوَارُ
فإنْ تَكُ أُوْحِشَتْ منها دِيَارٌ … فقد أنِسَت بحِلَّتها دِيَارُ
ذَراني كي أُسِيْلَ بها دُمُوعِي … وأَسْألها مَتَى شَطَّ المَزَارُ
أَصَبْرًا بَعْدَهُم ولنا ثَلَاثٌ … عَدِمْتُ تَصَبُّري وهُمُ جِوَارُ
أَحِنُّ وما الّذي يُجْدِي حَنِيْني … حَنِيْنَ النُّوْق فَارَقَها الحُوَارُ
وأَلْتَثِمُ الثَّرَى شَوْقًا إليها … ولا صَبْرٌ لديَّ ولا قَرَارُ
فإنْ لَاحَ الصُّوَارُ ذَكَرْتُ لَيْلَى … وأذْكُرها إذا نَفَح الصُّوَارُ
تَقُول عَوَاذِلِي واللَّيْل دَاج … وللجَوْزَاءِ في الأُفُقِ انْحِدَارُ
تَمَتَّع من شَمِيْم عَرَار نَجْدٍ … فما شَيْمُ البُرُوقِ عليكَ عَارُ
فما تَدْرِي أيُجْمَعَ منكَ شَمْلٌ … بُعَيْد اليَوْم أو تَنْأى الدِّيَارُ
فإنَّ فِرَاقَهُم في العَيْن مَاءٌ … سَفُوحٌ وهو في الأحْشَاءِ نَارُ
فقُلْتُ لهم لئنْ عَزَّ التَّأسِّي … وأَعْوَزني على الوَجْدِ اصْطِبَار
وفَاجَأني الزَّمانُ بكُلِّ خَطْبٍ … أليْمَ ما لموهْنهِ جُبَارُ
فلي بالنَّاصِر المَنْصُور دَامَتْ … أيادِيْهِ على الزَّمَنِ انْتِصَارُ
إمامٌ للبَرِيَّةِ طَابَ أصْلًا … وطَابَ الفَرْعُ منه والنَّجَارُ
له خُلْقَان من أَرَيٍ وشَرْيٍ … إلى هذا يشُارُ وذا يُشَارُ
أنْشَدَني أبو عليّ الحَسَنُ بن مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل القِيْلَويّ من لَفْظه بمَنْزِلي بحَلَب، قال: أنْشَدَني أَمِيْنُ الدِّين الحُسَين بنُ دَبَابَة السِّنْجَارِيّ البَزَّازُ لنَفْسِهِ بحَلَبَ
(١) سبعة أبيات منها في الوافي بالوفيات ١٢: ٤٥٥.