للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّابُونِيّ وسعيد البَحِيْرِيّ إجَازَةً منهم، قالوا: أخْبَرَنَا الحاكِم أبو عَبْد الله مُحمَّد بن عَبْد الله، قال: أخْبرني مُحمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثَنَا مُحمَّد بن المُنْذِر، قال: حَدَّثَني مُحمَّد بن الوَلِيد، قال: حَدَّثني أبو عِمْرَان الطَّرَسُوسِيّ، قال: سَمِعْتُ عبد الله بن مُحمَّد بن رَبِيْعَة المِصِّيْصِيّ يَقُول: حَضَرتُ أبا إسْحَاقَ الفَزَارِيَّ وابن المُبارَك، قال أبو إسْحَاق الفَزَاريّ لابن المُبارَك: يا أبا عَبْد الرَّحْمن، تركتَ ثُغُور خُرَاسَان: الوَاشَجِرْد وقَزْوِين وقد قال اللهُ تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} (١)، فقال: يا أبا إسْحَاق، وَجَدْتُ آيةً أَوْكَدَ من هذه، قال اللهُ عَزَّ وجلَّ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (٢)، قال: ثمّ قال: هؤلاءِ يُقَاتلونَ على دُنْيانَا، يعني: التُّرْك والدَّيْلَم، وهؤلاء يحارِبُونا على دِيْننا، يَعْني: الرُّوم، فأَيُّما أوْلَى: الذَّبّ عن دِيْننا أو عن دُنْيانَا؟ قال: لا؛ بل عن دِيْنِنَا، لا، بل عن دِيْنِنا.

وقال الحاكِم أبو عَبْد اللهِ: حَدَّثَني أبو أحْمَد بن أبي الحُسَيْن، قال: حَدَّثَنَا مُحمَّد بنُ الفَيْضِ الدِّمَشْقِيّ، قال: حَدَّثَنَا المُسَيَّبُ بن وَاضِح، قال: أنْشَدَنا عَبْد الله بن المُبارَك رَحِمَهُ اللهُ: [من البسيط]

إنِّي أُشِيْرُ على العُزَّاب إنْ قَبلُوا … بأنْ يَكُون لهم مَثْوى بطَرَسُوس

الدَّار واسِعَة بالأهْلِ رافقةٌ … غيْظ العَدُوّ وأجْرٌ غَيْر مَحْسُوس

قَوْم إذا نَابَهُم في الحَرْب نَائِبَةُ … حَلُّوا الرِّبَاط فَلَم يُلْوُوا على كُوس

قَرَأتُ بِخَطِّ أبي عَمْرو الطَّرَسُوسِيّ: حَدَّثَنَا أبو بَكْر مُحمَّد بن سَعيد بن الشَّفَق، قال: حَدَّثَنَا مُحمَّد بن أحمد أبو الطَّيِّب، قال: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحمَّد بن نُوح، قال: حَدَّثَنا يَحْيَى بن عَبْد الرَّحْمن، عن أبيهِ، قال: قال ابن المُبارَك: رأيتُ النَّبِيّ صَلَّى


(١) سورة التوبة، من الآية ١٢٣.
(٢) سورة التوبة، من الآية ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>