للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَتَبَ عنهُ بعضُ أهل الأدَب، وأنْشَد له بعض هذه الأبْيَات (١): [من الطويل]

وما ذاتُ بَعْلٍ ماتَ عنها فُجْاءَةً … وقَدْ وجَدَت حَمْلًا دُوَيْنَ التَّرَائبِ

بأرْضٍ نأَتْ عن وَالِدَيها كِلاهمُا (a) … تَعاوَرَها الوُرّاثُ مِن كُلَّ جَانبِ

فلمَّا اسْتَبانَ الحَمْلُ منها تَنَهِنَهُوا … قَليلًا وقد دبُّوا دَبِيْبَ العَقَارِبِ

[فجاءَت بمَولُودٍ غُلَامٍ فأحْرَزتْ … تُرَاثَ أبيهِ المَوْت دُونَ الأقاربِ] (b)

فلمَّا غَدَا للمالِ رَبًّا ونافَسَتْ … لإعْجْابِهِا فيه عُيُونُ الكَوَاعِبِ

وكادَ (c) يطُولُ الدّرْعَ في القَدِّ جِسْمُهُ … وقارَبَ (d) أسْبَاب النُّهَى والتَّجَاربِ

وأصْبَح مأمُولاً يُخاف ويُرْتَجى … جَمِيلَ المُحَيَّا ذا عذَارٍ وشَارِبِ

أُتْيِحَ له عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ مُخدِرٌ … جَريءٌ على أقْرَانِهِ غَيرُ هَائِبِ

فلَم يُبْقِ منه غَير عَظْمٍ مُجزَّرٍ … وجمجُمَةٍ ليسَتْ بذَاتِ ذَوَائبِ

بأوْجَعَ منِّي يَوْم ولَّتْ حُدوْجُهم … يَؤُمُّ بها الحادُونَ وَادِي غَبَاغِبِ

وقَعَ إليَّ جُزءُ في مَدَائحِ الشَّيْخ أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الحُسَين بن المُهَذَّب الكاتِب؛ كاتَب العَزِيز والمُعْتزّ الفَاطِميَّيْن بمِصْر، فقَرأتُ فيه قَصِيْدَتين من شِعْر الحُسَين بن عليّ بن كَوْجَك يَمْدَح بهما أبا جَعْفَر المَذْكُور، أحديهما نَقَلْتُ منها: [من الخفيف]

ما وقُوفي بمربَعٍ مَجْهُول … وسُؤَالي لرَسْمِ دَارٍ مُحِيْلِ

درسَتْ آيُهُ فأصْبَحَ كالوَحْـ … ـي لنَشْرِ الصَّبَا وطَيِّ القَبُولِ

فتَعَفَّى فَما بهِ غيرُ نُؤْيٍ … لائحٍ في مَجَالِ رَملٍ مَهِيْلِ


(a) ابن عساكر وياقوت: كليهما.
(b) سقط هذ البيت من الأصل، وهو في تاريخ ابن عساكر ومعجم الأدباء لياقوت، أضفناه لارتباط بقية الأبيات به.
(c) ابن عساكر: وكان.
(d) ابن عساكر: وفارت.

<<  <  ج: ص:  >  >>