للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزَّمان منهُ المُنَى، وهو الحُسَين الشَّهِيْدُ رَبُّ كَرْبٍ وبَلَاء، مثْل سَمِيِّهِ عليه السَّلام بكَرْبَلَاء، فلا جرَمَ قَاتِلُهُ في النَّار، والمُشَارِكُ في دَمِهِ من الأشْقِيَاء الأشْرَار، خافَ أهْلُ النَّقْصِ (a) والنِّفَاق من نَفَاقِ (b) سوْق فَضْله فقَتَلُوهُ، وأهْدَرُوا دَمَهُ المَعْصُومَ حَسَدًا لطُوْلهِ وطَوْلِهِ وطَلُّوه.

وسَنُبيِّن لك من أشْعَاره حَقِيْقَة شِعَارِه (c)، لقد أثَارَ الدَّهْرُ لإبقاءَ ثَارِه، بقُبْح آثاره عِثْيَر (d) عثَاره، وأيُّ كَريم جَرَى القَدر في إيرادهِ على إيثَاره، فلم يتَطَرَّق الكَدَرُ إلى إصْدَاره، وأيُّ قَمَرٍ لم يَحْظَ بإبْدَاره، فلم يَحُطّ به المُحَاقُ إلى بَيت سِرَاره، وأيُّ فَاضِلٍ فاضَ له الحَظُّ فما غَاضَ، وأيُّ كَامِل لَم تُصِبْهُ عَيْن الكَمَال فاسْتَكمَلَ الأغرَاضَ، جَاهُ الجَاهِل كأنْفَاض (e) الفَاضِل في نُمُوّ، وحَظّ العَالم كلَحْظ الظَّالِم في عُتُوّ، والرَّجَاءُ ما له رَوَاج، والإقْبَالُ ما له على ذي الكَرَمِ (f) مَعَاج، ما تَولَّى الإنشاءَ بعدَهُ في المَمْلكَة السُّلْطانيَّة من طَوَّلَ باعَهُ وآهَل رِبَاعَه، وإنَّما تولَّاهُ ذو النَّقْص للنُّقَصِ (g)، ولمَّا عزّ الرَّأسُ رَضُوا بالأخْمَص.

وذَكَرَ بعد هذا شَيئًا من شِعْره قد ذَكَرْنا بعضه.

وذكَره صَدِيْقُنا ورَفِيْقُنا الحافِظ أبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بن مَحُمود بن النَّجَّار في التَّاريخ المجدَّد لمَدِينَة السَّلام (١)، وأجَازَ لنا الرِّوَايَة عنه، وقال: الحُسَين بن عليّ بن


(a) الخريدة: الفضل، ولا يستقيم.
(b) الخريدة: نقاق.
(c) الخريدة: إشعاره.
(d) الخريدة: بفتح آثار غثير.
(e) الخريدة: كاتعاض.
(f) الخريدة: الكريم.
(g) الخريدة: للمنقص.

<<  <  ج: ص:  >  >>