قُلْتُ لأبي عليّ: قد حدَّث به غير عَبْدَان عن مُحَمَّد بن يَحْيَى القُطَعِيِّ، قال: مَنْ؟ قُلتُ: حدَّثناهُ عُمَر البَصْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا الحَسَن بن عُثْمان التُّسْتَرِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى القُطَعِيِّ، فقال أبو عليّ: أَلَا يَسْتَحي عُمَر أنْ يُحَدِّثَ عن هذا التُّسْتَرِيّ؟ هذا كَذَّابٌ يَسْرق، وإنَّما سَرَقه من عَبْدَان.
قال: وسَمِعْتُ أبا عليّ يَقُول: أتيتُ أبا بَكْر بن عَبْدَان فقُلتُ: اللّه اللّه! تَحْتَال في صَديث سهل بن عُثْمان العَسْكَريّ، عن جُنَادَة، عن عُبَيْدِ اللّه بن عُمَر، عن عَبْد اللَّه بن الفَضْل، عن عُبيد اللّه بن أبي رَافِع، عن عليّ حَدِيث افْتِتاح الصَّلاة! فقال: يا أبا عليّ، قد حَلَف الشَّيْخ أنْ لا يُحَدِّث بهذا الحَدِيْث وأنْتَ بالأهْوَاز، فشَقّ عليَّ ذلك، فأصْلَحتُ أسْبَابي للخُرُوجِ، ودَخَلْتُ عليه ووَدَّعْتُه، وشَيَّعني جَمَاعَةٌ من أصْحَابنا، ثمّ انْصَرَفتُ واخْتَفَيْتُ في مَوضِع إلى يَوْم المَجْلِس، وحَضَرتُه مُتَنكِّرًا من حيثُ لَم يَعْلَم بي أحدٌ، فخَرَج وأمْلَى الحَدِيْثَ من أصْل كتابهِ، وكَتَبْتُهُ، وأمْلَى غير حديثٍ ممَّا كان قد امْتَنَع عليَّ فيها، ثمّ بلَغَني بعد ذلك أنَّ عَبْدَان قال لبَعْضِ أصْحَابه: فوَّتنا أبا عليّ النَّيْسَابُوريّ تلك الأحَادِيْث، فقيل له: يا أبا مُحَمَّد، إنّهُ كان في المَجْلِسِ، وقد سَمِعَ الأحَادِيْثَ، فتَعَجَّبَ من ذلك.
أنْبَأنَا أبو بَكْر عَبْد اللّه بن عُمَر القُرَشِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الخَيْر القَزْوِينيّ، قال: أخْبَرَنا زَاهِر بن طَاهِر، عن أبَوَي عُثْمان الصَّابُونِيّ والبَحِيْرِيّ، وأبَوَي بَكْر البيهَقِيّ والحِيْرِيّ، قالوا: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللّه الحافِظ مُحَمَّد بن عَبْد اللّهِ، قال: حَضَرنا مَجْلِس الشَّيْخ أبي بَكْر بن إسْحَاق، وأبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأخْرَم، وأبو عليّ الحافِظان حَاضِرَان، فأمْلَى علينا الشَّيْخ أبو بَكْر، عن إبْرَاهيم بن يُوسُف الهِسِنْجَانِيّ، عن أبي الطَّاهِر، عن ابن وَهْب، عن يُونُس، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي سَلَمَة، عن