للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خُبَيْب بن عبد الرَّحْمن، عن حَفْص بن عَاصِم، عن أبي هُرَيْرَة، عن النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم: إذا قال المُؤَذِّنُ اللّه أكْبَر، اللّه أكْبر، والآن فقد حدَّثْتَ به عن عليّ بن الحَسَن، عن مُحَمَّد بن جَهْضَم؟! فقال أبو عَبْد الله: كلاهُما عندي، وقد حَدَّثتُ بهما، وهذا حَدِيثي إنْ شِئْتُ حَدَّثتُ بالنُّزُول وإنْ شئْتُ بالعُلُوِّ، فقال أبو عليّ: لا يُرْتقى من النُّزُول إلى العُلُوِّ، وأنتَ تَحْفَظ حَدِيثَكَ، أخْرج إلينا حَديثَ عليّ بن الحَسَن، فقال أبو عَبْدِ اللّه: كُلّ مَنْ جاءَ في هذه السَّاعة فإنِّي أخرج إليهِ حَدِيثَ عليّ بن الحسَن.

ثمّ تفرَّقنا، وصَحَبْتُ أبا عَبْد اللّه بن يَعْقُوب، فسَمِعتُه غير مَرَّة في الطَّريق يَقُول: هذا جَزاءُ مَنْ لَم يَمُت مع أقْرَانه، وكُنْتُ أرَى أبا عليّ بعد ذلك نَادِمًا على ما قال ذلك اليَوْم.

أنْبَأنَا أبو القَاسِم عَبْدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد، عن أبي القَاسِم الشَّحَّامِيِّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر البَيْهَقِيّ إجَازَةً، قال: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللّه الحافِظ، قال: سَمِعْتُ أبا عليّ الحُسَين بن عليّ الحافِظ يَقُول: كنتُ أخْتَلفُ إلى الصَّاغَة، وفي جوَارنا ياب مَعْمَر فَقِيْهٌ كَرَّامِيٌّ يُعْرَفُ بالوَلِيّ، فكُنْتُ أخْتَلف إليهِ بالغَدَواتِ، وآخُذُ عنه الشَّيء بعد الشَّيء من مَسَائِل الفِقْه، فقال لي أبو الحَسَن الشَّافِعيّ: يا أبا عليّ، لا تُضَيِّع أيَّامَك، ما تَصْنَع بالاخْتِلَاف إلى الوَلي وبنَيْسَابُور من العُلَمَاء والأئمَّة عدَّة؟! فقُلتُ: إلى مَنْ اخْتَلفُ؟ فقال: إلى إبراهيم بن أبي طَالِب، فأوَّل ما اخْتَلَفْتُ في طَلَب العِلْمِ إلى إبْراهِيم بن أبي طَالِب سَنَة أرْبَعٍ وتِسْعِين ومَائتَيْن، فلمَّا رأيتُ شَمَائِلَهُ وسَمْتَهُ، وحُسْن مُذَاكَرتهِ للحَدِيْث، حَلَا في قَلْبِيّ، فكنتُ أخْتَلفُ إليهِ وأكْتبُ عنه الأمَالِيّ، فحدَّثَ يَوْمًا عن مُحَمَّد بن يَحْيَى، عن إسْمَاعِيْل بن أبي أُوَيْسٍ، فقال لي بعضُ أصْحَابنا: لَمِ لا تَخْرُج إلى هَرَاة، فإنَّ بها شَيْخًا ثِقَةً يُحَدِّثُ عن إسْمَاعِيْل بن أبي أَوَيْس؟ فوَقَع ذلك في قَلْبيّ، فخَرَجْتُ إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>