للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السِّيْرَة، مُتَدَيِنٌ صَالِحٌ، سَألتُ أبا عَبْدِ الله ابن الزَّبيدِيّ عن مَوْلدِه، فقال: في سَنَة ستٍّ - أو سَبْعٍ - وأَرْبَعين وخَمْسِمائَة - الشَّكُّ منهُ - وسَافَرَ إلى الشَّام، وحَدَّثَ بدِمَشْقَ بصَحِيح البُخاريّ عن أبي الوَقْتِ مَرَّات، وسَمِعَهُ منه خَلْقٌ كثير، وِحَصَل له شيءٌ من الدُّنْيا بعد فَقْرٍ وضِيْق حَالٍ كان فيهِ، وعاد إلى بَغْدَاد فوَصَلها مَرِيْضًا، وأقام بها أيَّامًا، وتُوفِّيَ يَوْم الاثنين الثَّالث والعشرين من صَفَر سَنَة إحْدَى وثَلاثين وسِتِّمائة، ودُفِنَ من الغَدِ بمَقْبَرَة جامع المَنْصُور عند أهْلهِ.

أخْبَرَنا الحافِظ عبد العَظِيْمِ المُنْذِريّ (١)، قال: وفي الثَّالث والعشرين من صَفَر - يعني منِ سَنَة إحْدَى وثلاثين وسِتِّمائة - تُوفِّي الشَّيْخُ الثِّقَةُ أبو عَبْد اللّهِ الحسُين بن المبُارك بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن مسَلَّم الرَّبَعِيِّ، الزَّبيدِيّ الأَصْل، البَغْدَاديّ المَوْلد والدَّار، الحَنْبَلِيّ، ببَغْدَاد، ودُفِنَ بمَقْبَرَة جامع المَنْصُور.

سَمعَ من أبي الوَقْت عَبْد الأوَّل بن عِيسَى الهَرَويّ، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّائيّ، وأبي حَامِد الغَرْنَاطِيّ، وأبي زُرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر المَقْدِسِيِّ وغيرهم، وحدَّث ببَغْدَاد ودِمَشْق وحَلَب وغيرها من البِلَادِ، ولنا منه إجَازَة، كَتَبَ بها إلينا من بَغْدَاد غير مَرَّة، منها ما هو في سَنَة إحْدَى وعشرين وسِتِّمائة، وكان فَقِيهًا حَافِظًا.

أخْبرَني أبو حَفْص عُمَر بن عليّ بن دَهْجَان البَصْرِيّ ببَغْدَاد، قال: كان رَجُل من أهْلِ البَصْرَة قد أوْدعَ وَدِيْعَةً عند الحُسَنِ الزَّبيدِيّ، وقال له: إذا بَلَغ أوْلادِي سَلِّمها إليهم، ولَم يَعْلَم بها أحدٌ، فاحْتَاج الحُسَين إليها فأنْفَقَها، وسَارَ إلى الشَّام، وحَدَّثَ جها، وحَصَل له بالشَّام ذَهَبٌ، فعَزَلَ الوَديْعَة، واتَّفَقَ أنَّهُ قَدِمَ بَغْدَاد إلى الشَّام وهو مَريْضٌ، فقال لوَلده عُمَر: في عُنُقي أمَانَة أُرِيْدُ أنْ أنْزعَها من عُنُقي


(١) التكملة لوفيات النقلة ٣: ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>