وأجْعَلها في عُنُقكَ، فقال: وما هي؟ قال لبني فُلَان البَصْرِيّ عندي مائتا دِيْنارٍ، وهي هذه لا يَعْلمِ بها أحدٌ إلَّا اللّه تُوصلها إلِيهم، وأخَافَ أنْ لا أصحّ، فتَسَلَّمها ابْنه منه، وماتَ الحسُين في تلك اللَّيْلة، فَفَى ولدُه، وسَأل عن أوْلَاد ذلك الشَّخْص المُوْدِع، فوَجَد عليهِم دُيونًا قد لَزَّهُم الخُصُومُ فيها، ولهم آدر قد عَزمُوا على بَيْعها، ووَجَدَهم مُتَوَدِّرِيْنَ من الخُصُوم! فقال لبَعْضِ الجِيْرَان حين سَأل عنهم: إنَّ لهم عندي ذَهَبًا، فاجْتَمعُوا به وسَلَّم إليهم الوَدِيْعَة فوفوا دَيْنَهُم، وسَلِمَتْ أمْلَاكُهُم.
قال لي ابنُ دَهْجَان: فاجْتَمَعْتُ بابْنهِ وسَألتُهُ عن ذلك، فشَقّ عليه سُؤاليّ، ثمّ أخْبَرَني به، قال: وكان الحُسَينُ كَثيرًا ما يَدعُو: اللَّهُمَّ أَدِّ عنِّي أمَانَتِي.