للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرَاجِم الرِّجال لكُلِّ واحدٍ منهم ألف جُزءٍ، منهم أبو إسْحاق إبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الأصْبَهَانِيّ، وأبو عليّ الحُسَين بن مُحَمَّد بن أحْمَد المَاسَرْجِسِيّ.

أنْبَأنَا أبو بَكْر عَبْد اللّه بن عُمَر، وأبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن عُمَر بن أبي نَصْر، قالا: أخْبَرَنا أبو الخَيْر القَزْوِيّ، قال: أخْبَرَنا زَاهِر بن طَاهِر، عن أبَوَي عُثْمان الصَّابُونِيّ والبَحِيْرِيّ، وأبَوَي بَكْر البيهَقِيِّ والحِيْرِيّ، قالوا: أخْبَرَنا أبو عَبْدِ اللّهِ الحافِظ، قال: الحُسَين بن مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الحُسَين الحَافِظ أبو عليّ المَاسَرْجِسِيّ سِيْفَنَّةُ (١) عَصْره في كَثْرهَ الكِتَابةِ والسَّمَاع والرِّحْلَة، وأثَبت أصْحَابنا في السَّمَاع والأدَاءَ ومن بَيْتِ الحَدِيْث.

سَمِعَ بنَيْسَابُور أبا بَكْر بن خُزَيْمَة، وأبا العبَّاس الثَّقَفِيّ، وأكْثَر عن جَمَاعتهم، وسَمعَ جَدَّهُ، وكان أسْنَدَ أهْل عَصْره، وأباهُ؛ وكان من أصْحَاب مُسْلم بن الحَجَّاج. ورَحَلَ إلى العِرَاق سَنَة إحْدَى وعشرين، فسَمعَ أبا عَبْد اللّه بن مَخْلَد وطَبَقتهم، ثمّ خَرَجَ إفى الشَّام فكَتَبَ عن أصْحَاب هِشَام بن عَمَّار وأقْرَانهم، ثمّ دَخَل مِصْر وأكْثَر المقام جها، وسَمعَ أصْحَاب المُزَنِيّ وأقْرَانهم، وصَنَّفَ المُسْنَد الكبير في ألفٍ وثَلاثِمائة جزءٍ مُهَذَّبًا بالعِلَل، وجَمَعَ حَدِيثَ الزُّهْرِيّ جَمْعًا لَم يَسْبقْهُ إليهِ أحدٌ، وكان يَحْفَظُ حديثَ الزُّهْرِيّ مثل الماءَ، وصَنَّفَ المغَازِي والقَبَائِل، وكان عَارِفًا بها، وصَنَّفَ أكْثَر المَشَايِخ والأبْوَاب، وخَرَّج على كتاب البُخاريّ ومُسْلِم في الصَّحيح، ولَم يبلغُ وَقْت الحاجَة إليهِ، نظرتُ أنا له في الزُّهْرِيّ وفي الفَوَائِد ومِقْدَار مائةٍ وخَمْسِين جُزءًا من المُسْنَد، وأدْرَكتُه المَنِيَّة رَضِيَ اللّهُ عنهُ قَبْل الحاجَة إلى إسْنَادهِ.


(١) سيفنَّة: اسم طائر بمصر لا يقع على شجرة إِلَّا أكل ورقها ولا يفارقها. الوافي بالوفيات ٥: ٣٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>