للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُوفِّي رَحِمَهُ اللّهُ يَوْم الثّلاثَاء التَّاسِعِ من رَجَب وَقْت الظهْر، ودُفِنَ يَوْم الأرْبَعَاء العاشِر منه بعد العَصْر من سنة خَمْسٍ وسِتِّين وثَلاثِمائة، وشَهِدْتُ جنَازَته، وصَلَّى عليه الفَقِيهُ أبو الحَسَن المَاسَرْجِسِيّ ابن أخيهِ في مَيْدَان الحُسَين، ودُفِنَ بداره وهو ابنُ ثَمانٍ وسِتِّين سَنَة، فإنَّ موْلدَهُ كان سَنَة ثمانٍ وتِسْعِين ومَائتَيْن، ودُفِنَ عِلْمٌ كَثِيْرٌ بدَفْنهِ.

وزَادَ غير زَاهِر بن طَاهِر: عن البَيْهَقِيّ، عن الحاكِم، قال: وشَيْخُنا أبو عليّ سَمِعَ بنَيْسَابُور من جَدِّه أبي العبَّاس، وأبي بَكْر بن إسْحَاق وأقْرَانهما، ثمّ دَخَل العِرَاقَيْن والجَازَ ومصْر والشَّامِ، وانْصَرَف على طَريق الأهْوَاز، وجَوَّد عن مَشَايخ عَصْره في هذه الدِّيَارِ، وجَمعَ حَدِيثَ الزُّهْرِيّ حتَّى زادَ فيه على مُحَمَّد بن يَحْيَى، وكان مُحَمَّد بن يَحْيَى يُعْرَفُ بالزهْرِيّ، فصَارَ المَاسَرْجِسِيّ الزُّهْرِيّ الصّغير، ثمّ أفْنَى عُمرَهُ في جَمعْ المُسْنَد الكبير، وعندي أنَّهُ لَم يُصَنَّف في الإسْلَام مُسْنَدٌ أكْبر منه، فإنَّهُ وَقعَ بخَطِّه في ألفٍ وثَلاثِمائة جُزء، وقد قلتُ على التَّحْقِيق أنَّهُ يقَعِ بخُطُوط الوَرَّاقِيْنَ في أكْثَر من ثَلاثة آلاف جُزء؛ فإنَّ أبا مُحَمَّد بن زِيَاد العَدْل عَقَد له مَجْلِسًا لقراءته على الوَجْهِ، وكان مُسْنَدُ أبي بَكْر الصِّدِّيْق بخَطِّ الحُسَين في بضْعَة عَشر جُزءًا بعِلَلهِ وشَوَاهدهِ، فكَتَبَهُ الوَرَّاقُونَ في نَيف وسِتِّين جُزءًا.

أنْبَأنَا أبو نَصْر القَاضِيّ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِمِ عليّ بن الحَسَن الدِّمَشقىِّ (١)، قال: الحُسَين بن مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الحُسين بن عِيسَى بن مَاسَرْجِس أبو عليّ النِّيْسَابُوريّ الحافِظ المَاسَرْجِيّ، له رِحْلة إلى اِلشَّام ومِصْرَ والعِرَاق، سَمعَ فيها أبا الحُسَين الرَّازِيّ بدِمَشْقَ، وأبا الحَسَن (a) مُحَمَّد بن الفَتْح


(a) ابن عساكر الحُسَيْن، وجاءت كنيته على الصَّحيح في تَرْجَمَتِه لمحمد بن الفتح الصيداوي ٥٥: ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>