للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَقًّا لقد نَعِمَتْ ظُهُو … رُكِ إذْ سَرَتْ بحُدُوج نُعْمِ

خَودٌ تُصِيْبُ سَوَاد قَلْـ … ـبي وَهْيَ للجمَرَاتِ تَرْمِي

وَكَمِ التقَتْ أنْفَاسُنَا … في حَوْمَةِ الحَجرِ الأحَمِّ

عِنْدَ اسْتِلَام الرُّكْن آ … وِنةً وسُحْبُ الدَّمْع تَهْمِي

فمَحَوتُ ما سَطَرْت مَلَا … ثمُها على عَمْدٍ بلثمِي

يا غُرَّةَ السَّرَواتِ من … فَهْمٍ لقد أضْلَلْتِ فَهْمي

أَثْبَتِّ يَوْم النَّفْر سهْـ … ـمَكِ في الفُؤَادِ وطَاشَ سَهمِي

وازْدَادَ وَجْدي بها وكَلفي بُحبِّها، فقال لي بعضُ من آنسُ به: لو تَزَوَّجتَ يسكُن ما بكَ، فتأَبَّيْتُ، ثمّ مِلْتُ إلى ما قال رجاءَ الإفاقَة، فاسْتَعَنتُ بامْرأةٍ على ارْتيِادِ امرأةٍ أتَزَوَّجُها، فجائتني بعد أيَّام وقالت: قد حَصَلْتُ لك امْرأة تُلَائمُ مُرادَكَ حُسْنًا وبيتًا، فاسْتَحْضَرتُ وَليَّها وتَزَوَّجْتُها، فلمَّا زُفَّتْ إليَّ تأمَّلْتُها فإذا هي صَاحِبتي! فقضَيْتُ العَجَبَ من حُسْنِ الاتِفاق.

أنْشَدنَا الحافط أبو عَبْد اللهِ مُحَمَّد بن مَحْمُّود بن الحَسَن بن النَّجَّار البَغْدَاديّ بحَلَب، قال: أنْشَدَنا أَبو الفَتْح مُحَمَّد بن أحْمَد بن بَخْتيار بن عليّ المَانْدَائِيّ ببَغْدَاد، قال: أنشدَنا أبو عَبْد اللهِ الحُسَين بن مُحَمَّد بن عَبد الوَهَّاب الدَّبَّاسُ النَّحْوِيّ المَعْرُوف بالبَارعٍ - بقراءةِ وَالدِي عليه - يمدَحُ عزّ الدَّوْلَةِ نَصْر بن مُنْقِذ الكَنَانِيّ بشَيْزَر، وذلك في سنة خَمْسٍ وثمانين: [من الطويل]

عَلَا الشَّيْبُ فاسْتَوْلَى على الهَزْلِ جِدُّهُ … وأقْمَر في دَاجٍ من الغَيِّ رُشْدُهُ

ووَدَّعني البِيْضُ الأوَانسُ والصِّبَا … عَزيزٌ عليَّ فقدُهُنَّ وفقدُهُ

وفَيْنَ لسُوْدٍ حُلْن بِيضًا فُحلْنَ عَن … هَوَايَ وهل يَصْبُو إلى الشَّيء ضِدُّهُ

أشرْخَ الشَّبَابِ بِنْ حَمِيْدًا فإنَّني … رُزِئتُكَ لما أسْلَمَ النَّصْلَ غِمْدُهُ

لقد سَلَّ منك الشَّيْبُ أبيضَ صَارِمًا … على مفْرَقي يَسْعى بحَتْفي فِزنْدُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>