للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى حِمْص ومعه زَوْجتهُ أُمّ المَلِك رِضْوَان، وعند هَرَبهِ في اللَّيْل كسرِ باب العِرَاق وخَرَجَ منه، وبعد وُصُوِله إلى حِمْص كَبَس عَسْكَر رِضْوَان على سْرمِيْن وأسَرَ أرْبَاب دَوْلتهِ ودِيْوَانه ووزِيَرهُ أبا الفَضْل بن المَوْصُول.

ومات صَاحِب الرَّحْبَة زوج آمِنَة بنْت قيمَاز، فخرَج جَنَاح الدَّوْلَة إِليها ليأخذها، فوَجَد دُقَاق وقد سَبَقه إليها في سَنَةِ ستٍّ وتِسْعين، فعاد منها ونزَل نُقْرَة بَني أَسَد، وخَرَج إليه رِضْوَان إلى النُّقْرَة واصْطَلحا، وَأخَذَهُ معه إلى ظَاهِر حَلَب، وضَرَبَ له خِيَامًا، وأقامَ في ضِيَافته عَشرة أيَّام، ولَم يَصْفُ قلبُ أحدٍ منهما لصَاحِبِهِ.

وسَار جَنَاح الدَّوْلَة حُسَيْن إلى حِمْص، وأقامَ بها إلى أنْ نَزَل يَوْمًا لصلاة الجُمُعَة فهَجَم عليه جَمَاعَة من الإسْمَاعِيْليَّة فقَتَلُوه، وكان ذلك بتَدْبِير أبي طَاهِر الصَّائغِ رئيس الإسْمَاعِيْليَّة تَقَرُّبًا إلى المَلِك رِضْوَان لِمَا كان قد تجدَّد بينَهُ وبينه من الوَحْشَة. وكان حُسَيْن رَجُلًا بَاسِلًا ذا رأيٍ سَدِيْد، وفيه دِيْنٌ وخَيْرٌ.

أنْبَأنَا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر بن عليّ، عن الأَمِير مُؤَيَّد الدَّوْلَةِ أُسامَة بن مُرشِد بن مُنْقِذ، قال: وتسَلَّم قَسِيم الدَّوْلَة آقْ سُنْقُر مَدِينَة حِمْص - يعني من خَلَف بن مُلَاعِب - وقَلْعتها، فلمَّا قُتِل قَسِيم الدَّوْلَةِ؛ قَتَلَهُ تَاج الدَّوْلَة وتَسَلَّم البِلادَ وسَلَّم حِمْص إلى جَنَاح الدَّوْلَة حُسَين، وهو أتَابِكُ عَسْكَر ولده المَلِك رِضْوَان، فلمَّا قُتِلَ تَاج الدَّوْلَة بالرَّيّ اسْتَشْعَر جَنَاح الدَّوْلَة حُسَيْن من المَلِك رِضْوَان وانْفَصَل عنهُ، ووَصَل إلى حِمْص، فنَزَل من القَلعَة إلى الجامع يَوْم الجُمُعَة للصَّلَاةِ، فلمَّا وصَلَ مُصَلَّاهُ أتاهُ ثلاثة نَفَر من عَجَم البَاطِنِيَّة في زيّ الصُّوْفيَّة يَسْتَميحونَهُ، فوَعَدَهُم، فهَجَمُوا عليه بسَكَاكِيْنهم فقَتَلُوه، رَحِمَهُ اللهُ، وقَتلُوا معه قَوْمًا من أصْحَابهِ، وقُتِلُوا وقُتِلَ نَفَر كانوا في الجَامِع من الصُّوْفيَّة العَجَم بالتُّهْمَة وهم أبْرِيَاء، وذلك يَوْم الجُمُعَة الثَّاني والعشرين من رَجب سَنَة ستٍّ وتسعِين وأرْبَعِمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>