للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واخْتَبَط البلَدُ، وخَافُوا من الإفْرَنْج، فراسَلُوا شَمْس المُلُوك دُقَاق يَلْتَمسُون منه إنْفاذ مَنْ يَتَسلَّم حِمْصَ وقَلْعتها قَبْل أن يَخْرج إليها ويتَسَلمها الإفْرَنْج، ومن [أنْ] تَمْتدّ أطْماعهُم [فيها] (a)، فتوجَّه شَهْس المُلُوك إليها وتَسَلَّمها، وأحْسَن إلى أوْلَادِ جَنَاح الدَّوْلَةِ، وسَار بهم إلى دِمَشْق، فأقرَّ عليهم إقْطَاعَ أبيهم.

قَرأتُ في تاريخ أبي المُغِيْث مُنْقِذ بن مُرْشِد بن مُنْقِذ: وفيها - يعني سَنَة ستٍّ وتِسْعِين وأرْبَعِمائة - وَثَبَ قَوْمٌ من البَاطِنِيَّة على جَنَاح الدَّوْلة حُسَيْن فقَتَلُوه، وذلك يَوْم الجُمُعَة ثامن وعشرين رجَب، وكان ذلك من تَدْبِير أبي طَاهِر الصَّائِغ خِدْمَةً (b) للمَلِك رِضْوَان، واسْتَولَى بعدَهُ قُراجا على حِمْص.

قَرَأتُ في مُدْرَج وَقَعَ إليَّ بالقَاهِرَة بخَطِّ العَضُد مُرْهَف بن أُسامَة بن مُرْشِد بن مُنْقِذ، يَتَضمَّن ذِكْر وَاقِعات وَقَعَت ذَكَرها على وَجْه الاخْتِصَار، قال: سَنَة ستٍّ وتِسعِين - يعني وأرْبَعِمائة - فيها قُتِلَ جَنَاح الدَّوْلةَ بِحِمْصَ في يَوْم الجُمُعَة.

قُلْتُ: وكان قَتْلهُ في الثَّاني والعشرين من شَهْر رَجَب بتَدْبِير الحَكِيم أبي الفَتْح المُنَجِّم البَاطِنيِّ ورَفِيْقَه أبي طَاهِر، وقيل: كان ذلك بأمْر رِضْوَان ورِضَاه، وبَقي المُنَجِّم البَاطِنيّ بَعْده أربعة وعشرين يَوْمًا ومات.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، عن أبي عَبْد الله العُظَيْميّ (١)، ونَقَلْتُه من خَطِّه، قال: سَنَة ستٍّ وتِسْعِين وأرْبَعِمائة: فيها قَتَلَ البَاطِنِيَّة جَنَاح الدَّوْلَة بحِمْص في الجامع يَوْم الجُمُعَة، ستَّة نَفَر أحدَهُم يُعرْف من أهْلِ سَرْمِيْن. وفيها مات الحَكِيم العَجَمِيّ المُنَجِّم البَاطِنيّ بحَلَب.


(a) في الأصل: "ويتَسَلّمها الإفْرنَج من تَمْتدّ أطْماعُهم"، وفيه اضطراب، والمثبت استنادًا إلى ابن القلانسي (ذيل تاريخ دمشق ١٤٢): ونص كلامه: "إنفاذ من يتسلَّم حمص ويُمتد عليه في حمايتها والذَّبّ عنها قبل انتهاء الخبر إلى الإفرنج وامتداد أطماعهم فيها".
(b) في الأصل: وخدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>